Thursday, December 28, 2006

على شرفة المحبرة .. حوار مع أعضاء منتدى المحبرة

الحوار على شرفة المحبرة. . . . مع البقالي

أعددته / ريم البان
" 1 "

ريم البان :

لقاءات المحبرة رحلة إبحار ورؤية نتغلغل فيها إلى أعماقكم نحفر في دواخلكم لنقترب إليكم ونعرفكم أكثر نجيئكم ورؤوسنا مليئة بالاستفسارات . رؤى نطرحها وأفكار نناقشها بكل حب وأريحية. هدفنا من لقاءات هو تقريب الاعضاء من بعض وتوضيح صورنا أمام قراء وزوار المحبرة ، ولتكن لقاءات نافذة مشرعة نطلّ منها على وجوه بارزة تماطرنا كل يوم بهطل العلم والادب والثقافة والفن . سيظلّ باب لقاءات مفتوح على إضافاتكم الأجمل أعضاء\ زوار\ واصدقاء المحبرة انتظر تحليقكم هنا مع أول ضيوف لقاءات الكاتب والناقد
عبدالله البقالي
عصية هي الكلمات الأولى عندما نتحدث عن شخصية كشخصية ضيفنا اليوم " عبدالله البقالي"، عندما شرعت في الكتابة عنه داهمني صمت استكان بي طويلا حتى خلت أنني قد أصبت بعجز الأبجدية. رجل اختصر زمن الشموخ في ذاكرة أنيقة وعقل يقظ متوهج بالذكاء مسكون حدّ النخاع بعشق اللغة العربية . تجولّت أبحث في مواضيعة المنثورة هنا وهناك في أسمار والشظايا والمحبرة وهبتني قراءاته مساحات من بياض لا تحدّها تضاريس تمتدّ إلى أبعد من مدد الشوف , وجدت في كل ما كتب عنه ترجمة حيّة لجوانبه الانسانية\ أبعاده الثقافية، قناديله الفكرية تنير كل مكان ترك فيه بصمة حرف رجل أقلّ ما يقال عنه أنه توليفة متوازنة من المقدرة والبذل والتواضع أشبه بالسنابل كلما زاد امتلاؤها زاد انحناؤها. كانت الكلمات التي كتبت عنه تتقاطر في وصفه كهطل الغيث حتى أيقنت بأنه قد حق له أن يسود المكان وأن يصبح الأب الروحي للأعضاءعبدالله البقالي ولد في غفساي ضواحي مدينة فاس. إقليم تاونات يعمل بالتدريس له العديد من الأعمال الإبداعية في الصحف المغربية كجريدة الصباح والمنعطف والزيتونة وأنفاس الشمال وصدى تاونات صدرت له مجموعة قصصية "الخبز والأحلام"له عمل آخر تحت الطبع "أنفاس وهوامش"حاز على المركز الأول في مسابقة القصة الذي نظمه موقع أسمارنا عن قصة الخبز الابيض له عمل أدبي هام في الشظايا "أوراق من سيرة مظلمة " تطرق فيه لسيرة جيل بأكمله من خلال المتعرجات والمتغيرات التي حبل بها الواقع وقد لقى هذا العمل إقبالا منقطع النظير له عمل آخر "الركض خلف السراب قالوا عنهعبدالله البقالي طفل الشمس مازالت الأحلام القديمة تحتفظ بعنفوانها لديه مازال قابضا على الجمر كالأنبياء المنسيين مازال يكتب الخبز والأحلام كلما داهمه اليأس اليومي( محمد مفيد)ليست الخبز والأحلام وما حققته من وميض واضاءه هي كل ما توسمته أو تمنيته لشخص يحمل نفسا وقلبا وفكرا قلّ نظيره كالأستاذ البقالي في هذا العصر الذي تهجنت فيه النفوس وتقولبت القلوب وامتزجت صوالح الأفكار بطوالحها ومشتت الرؤى بواضحها واهترأت الحدود والفواصل واختلط الحابل بالنابل ( محمد مصليحي)بعبد الله البقالي تأتي الشمس بعكس الأتجاه من المغرب إلى المشرق( رائد العنزي )
الفكر في أدب البقالي ...بقلم ثامر الحربي وهاميسحقا " الصيرورة أكبر من أن تحتويها ظروف عابرة "كان هذا غيض من فيض لملمته لكم عن أول ضيف يعترش لقاءاتنا وليسمح لي الجميع أن ابدأ بسؤال الاستاذ عبدالله البقاليسنوات وعقود مضت على انبثاقة مصطلح الحداثة بارهاصاته ومخاضاته المختلفة ولا يزال هذا المفهوم مطاطيا غامضا يقول محمد عابد الجابري :أن الحداثة لاتخلق قطيعة معرفية بينها وبين التراث وإنما هي السعي لغربلة التراث ومساءلته والحفر في بنيته ونبش الخفي بأدوات حديثة هل لك أن تبسط لنا هذا المفهوم تخصصيا بالادب بعيد عن الأشكاليات الفلسفية والتاريخية لهذا المفهوم عطفا على سؤال الحداثة هل خلقت الحداثة فجوة بين القارئ المتلقي والكاتب هل النشر على الشبكة العنكبوتية بديلا عن النشر في الصحافة والمجلات أو حتى موازيا له ؟ هل يمكن أن يخلق النت كاتب وشاعر يُسمع صداه؟شكرا لك مقدما ومني عقد من الياسمين لقبولك دعوتي كأول ضيف في لقاءات


البقالي : في البدء،وقبل الدخول إلى أجواء هذاالحوارالذي أتمناه ممتعا ومفيدا، لا بد من أن أشكر ثامر وجف وكل الإخوة و الأخوات المشرفات على الثقة التي يضعونها في أعضاء المنتدى، وتجاوبهم مع مبادراتهم. والدليل هومبادرة الأخت ربم البان. واشكر من ناحية ثانية ريم على مابذلته من جهد في إعداد هذا التقديم الجميل الذي استوجب الكثير من العناء والتنقيب.
لأبدأ بأول سؤال سنوات وعقود مضت على انبثاقة مصطلح الحداثة بارهاصاته ومخاضاته المختلفة ولا يزال هذا المفهوم مطاطيا غامضا يقول محمد عابد الجابري:أن الحداثة لاتخلق قطيعة معرفية بينها وبين التراث وإنما هي السعي لغربلة التراث ومساءلته والحفر في بنيته ونبش الخفي بأدوات حديثة هل لك أن تبسط لنا هذا المفهوم تخصصيا بالادب بعيد عن الأشكاليات الفلسفية والتاريخية لهذا المفهوم أولا اقول أن لامكانة للأدب بعيدا عن الإشكالات الأخرى. لأنه منها وهي له.هي الصوت وهو الصدى. هي القلب وهوالواجهة.الدكتورالجابري كان مصيبا وموفقافي توضيح علاقة التراث بالحداثة. فالحداثة لاتعني -كمايصورهاالبعض- على أنها حسم وقطيعةمع التراث.لأن التراث نفسه ليس إنتاجا أنحصر تاريخه في وقت معين جزا الزمن الى المابعد والماقبلفصار الماقبل تراثا والمابعد حداثة. بل أن الانتاجات الفكريةالحالية ستتحول إلى تراث في مقبل القرون والعصور. وهكذا فالحياة التي نحياها الآن لاتجعلنا نطالب الأحياء الذين سيحيون الألفيات المقبلةأن ينظروا إليها على أساس من مالقداسة. وهوالحال نفسه في علاقتنا بمن عاشوا في الألفيات الماضية. وهذا يجعلنانستخلص أن ما يجعل الأفكار تستمر ، ليس قدمها ، بل لأنها لاتزال صالجةوقادرةعلى تأطيرجانب من جوانب الحياة التي نحياها وليس على أساس أنهاأفكار الأجداد.
هل خلقت الحداثة فجوة بين القارئ المتلقي والكاتب هل النشر على الشبكة العنكبوتية بديلا عن النشر في الصحافة والمجلات أو حتى موازيا له ؟ هل يمكن أن يخلق النت كاتب وشاعر يُسمع صداه؟أعتقد أن المشكلة الناجمةعن التطور التقني الذي هوأحد إفرازات الحداثة لم يخلق فجوة بين الكاتب والمتلقي فحسب، بل جعل المطبوع كله محل سؤال. فالاعتفاد السائد هو أننا نكتنب في أخر زمن الحروف المطبوعة. وأن من يشتري كتابا الان يوصف على أنه يحاول أن ينقذ المكتوب. ويسجل باستمرار حتى لدى الشعوب المعروفة بعلاقتها الوطيدة بالكتاب كالفرنسيين والروس تراجع كبير في الإقبال عليه بشكله القديم. لكن هذا لا يعني أن الإقبال قد تحول إلى الكتاب الألكتروني. بل إن المشكل هو أبعدمن هذا. التقنيات الحالية ووسائل الفرجة قد دشنت وبقوة عصرا جديدا يسمى "عصر الصورة" أوعصر المرئي. فالمتلقي ماعاد قادرا على أن يقرأ عشرات ومئات الصفحات من اجل أن يصل إلى المتعة. بل صار يجلس في مكانه فاتحا جهاز التلفزة أوغيرها من الوسائل الأخرى. ويظل مشدودا الى الحركية والألوان المصحوبة بالموسيقى .وهي فرجة تحصل بأقل عناء مقارنة بأن يقرأ كتابا. ومن ثم لم يعد في عصرنا أن يكتفي المؤلف بتأليف عمل فني. بل عليه إن فكر في الوصول إلى الجمهور، أن يحول عمله الى عمل مسموع أومرئي.طبعا هناك قلة مازالت تعي الفرق بين أن تختار لنفسها ما تتثقف به، أوأن تعيش تحت سطوة اختيارات وبرمجةالأخر لما يجب انت ستهلكه انت.وهناتكمن الخطورة. وباختصار اقول كجواب أن الحداثة أزمت الكاتب والمتلقي على السواء.

هاميس : مساء الخيرات على الجميع جلسة ود على شرفة محبرتنا ..... في البداية أتقدم بخالص الشكر لريم البان .. لهذا الجهد الرائع المبذول .. وذلك اللقاء الجميل .. الذي نفخر جميعا أن يكون ضيفه الأستاذ عبد الله البقالي ، الأب الروحي لجميع أعضاء المنتدى . ـــــــــهاميس : أبي وصديقي نقي الروح الأستاذ / عبد الله البقالي إسمح لي أن أوجه لك بعض الأسئلة حتى نقترب من روحك بشكل أكثر .. كلما نجح شخص فتشوا عمن كان خلف هذا النجاح .. ...الأستاذ عبد الله البقالي هل ترى أنك أصبت النجاح الذي تمنيته ؟؟ومن دفع عبد الله البقالي ليصبح .. الكاتب الذي نعرفه الآن ؟؟ لو قدر لك أن تعود طفلاً تكبر من جديد فهل تطمح في أن تصبح أيضا ماانت عليه ؟؟ماتعليقك على العبارة ... " إن أيام العمر محيط مزروع بالألغام نمخرها بحواسنا البشرية " .. ؟؟؟وبم تشعر في اللحظة التي تضيف إلى عمرك سنة جديدة ؟؟ ماهي إهتماماتك خارج نطاق الكتابة ... ؟؟ هل لك هوايات معينة ..؟؟ هل تمارس رياضات معينة ؟؟ هل الكاتب عبد الله البقالي رهينة مزاجه ؟؟ ... أم أنه رهينة حقيقته ؟؟وإلى أي حد يساعدك ذلك على الهروب من التقاليد الإجتماعية السائدة ؟؟ إن كان هناك هروباً !!" الكاتب الحقيقي هو القادر على أن يصب في سيل .. الرغبة بالتبديل ..دون أن يتحول إلى كاتب كليشيهات رديئة لحزب جيد المنطلقات والرؤيا... " مارأيك في تلك العبارة ... ومامدى صحتها من وجهة نظرك الشخصية ؟؟؟ هذه بعض مما حضرني من الأسئلة أطرحها بين يديك وأنتظر إجاباتك .. وحتى ذلك الوقت . ستكون لي عودة بحول الله سبحانه لأناقشك في أدبك أيضاً ..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

جف البحر : السلام عليكملقاء ازدان باسم البقالي فيه أو عليه ..بداية ..اشكر الاخت ريم البان على جهدها الرائع المتفاني للمحبرةوهذا ان دل فانما يدل على تفانيها في حب المكان هاهناثانيااشكر استاذنا البقالي على قبول الدعوةثالثاابدأ بتوجيه بعض الاسئلة ..* عـُرف من قراءتي عنك هناانك ممن تستهويه الحروف الأدبيةولكني اراك على صفحات المحبرة تجول هنا وهناكما اردت سؤالك عنه هولاحظت وبشكل قوي أن المعلومات الطبية وهي التي تهم الجميعلأنها شي يجتمع عليه البشر كافة لا تعنيك بأي شكلقد لا يكون هذا واقعا ولكن اتحدث هنا عن قراءة لما أراه عن اسم البقالي في المحبرة..فما رأيك ؟* ماذا ترى في المحبرة بعد عام من الآن ؟* لو كانت لك كامل الحرية في التصرف في المحبرة بدون نقاش او مراجعة اي شخص كان ..فما أول 3 قرارات ستأخذها وتطبقها ؟؟


صالحة العراجي : تحياتي للجميع وشكري للأخت الكريمة التي بادرت بفتح هذا الحوار الشيق والمفيد ...أسجل الآن وصولي وفضولي خاصة وان اللقاء يتعلق بالكاتب الكبير البقالي...سؤالي :أولا - من الكاتب الذي أحبه البقالي وتأثر به وهو في بداية طريقه في عالم الكتابة...ثانيا لا شك أن روابط متينة تربطك بمدينة فاس العريقة فما هي المكانة التي تحتلها في كتاباتك...وشكرا
الأستاذ عبد الله البقالي : هاميس أتساءل في البداية:ماهوالنجاح؟اهوتلك العلامات المميزة التي كبرنا على تحصيلهاعندنهاية كل عام دراسي؟ أهو ذلك الباب الذي ينفتح في وجوه الراكضين الخائفين من ان يغلق قبل وصولهم فيلجونه مهرولين وهم يتصايحون قد أنقذنا مصائرنا؟أهي تلك العلب الأسمنتية التي نمني العمر كله بامتلاك احدها ونقول في النهاية قد تحصننا من البرد والحر؟اهي تلك السلالة التي نكد من اجل مضاعفة اعدادها للحدالذي تختلط فيه عليناالاسماء؟هل النجاح هوان يصبح الشخص مشهوراومعروفا للحدالذي يخشى منه البسطاء حين لا يفرقون بينه وبين رجل سلطة؟ اعتقد ان رحلة نجاح أي كائن في الحياة هي رحلة للبحث عن السكون الداخلي.وهذا مرتبط بدوره بما يحدث في الخارج، لكن كيف يحصل هذا في عالم لا يطبعه الاستقرارنجاح شخص يمارس الكتابة يتمثل في أن يتم تعديل العالم الذي يؤرقه وليس في شهرته او ذيوع اعماله. وإذاكان الامر كذلك، أجد أنه لم تحقق عندي لا هذا ولا ذاك. س:ومن دفع عبد الله البقالي ليصبح .. الكاتب الذي نعرفه الآن ؟؟ الضيق والظروف. مسار تجدنفسك فيه دونان يسبقه اختيار.س:لو قدر لك أن تعود طفلاً تكبر من جديد فهل تطمح في أن تصبح أيضا ماانت عليه ؟؟لوقدر لي ان أعود الى الطفولة فساتحصن فيها ولن اغاردهاأبدا.ماتعليقك على العبارة ... " إن أيام العمر محيط مزروع بالألغام نمخرها بحواسنا البشرية "لااعتقد أناالاواسط العليا وأبناء النخب يقولون هذا. صحيح هوهذا المنطق ،لكنه لا يسري على جيع الفئات.هذا شبيه بالحكم التي تعلمناها صغارا في المدرسة. كانت الجدران مزينة بالحكموالقول المأثور. كنانقرأمثلا "من صمت نجا" او"الصمت من ذهب" اومن "جدوجدومن زرع حصد"قول مثل هذا كنانعجب به دون ان نعي محتواه . أذ في علاقة اجتماعية غير متكافئة من يفترض فيه أن يصمت؟ لا شكانالمتضرر هو من سيطالب بذلكوداخل نفس نظام العلاقات. من سيكون المهدد بالعصا ؟ لا شك انه ذلك الملوبةحقوقه التي سعمل على النضال من اجل استرجاعها.اذن يترتب عن هذا ان المهيمن اجتماعيا يكون قد انتزع منك وانت صغير اعترافك بميثاق قانونه واصبح شرعيا لحد تصبح انت الشاهد.
وبم تشعر في اللحظة التي تضيف إلى عمرك سنة جديدة ؟؟ ماهي إهتماماتك خارج نطاق الكتابة ... ؟؟ هل لك هوايات معينة ..؟؟ هل تمارس رياضات معينة ؟؟ قلت مرة في قصة "قبل الرواح؟..."يفتح عينيه ليرى ان الحياة ما هي الا رحلة موت بطيئة. والخواتم والألواح السحريةتفقدمفعولها.وعصاموسى نفسها والتي لا يعرف من أي شجرة اجتثت، لم يعد لها إلا معنى واحدا. اغتصاب جزء من الحياة"اسمحيلي ان أعدل صيغةالجملة. : بم تشعر في اللحظةالتي تنقص من عمرك سنةجديد؟أنا أحاول ان امنطق الموت كي لا يهزمني مرتين. قبل وبعد الموت. اردك أني ميت لامحالة.وان م نسيولد بعد عشرةالاف سنة هوايضامحكومبنفس المصير. اذن ليس من التعقل ابدا ان اكون الأنسان الوحيد الذي يمكن ان يستثنى من هذه القاعدة. وبالتالي لا يجب ان اتطلع لهذا.* اهتماماتي خارج الكتابة هي نفس اهتماماتي وانااكتب . لا اجد فرقا بين الحالتين.*كانت لي هوايات كثيرة. كنت العب الكرة مثلا .وكان يروقني أناحمل أمتعتي على ظهري وانطلق في جولات دون هدف. وايضا كنت ولازلت اهوى الطبخ لحد أن كل اطفالي يطالبنوني دوما بأن اعد لهم "الطاجين"* بخصوص الرياضةالتي لا زلت امارسها فهي المشي.هل الكاتب عبد الله البقالي رهينة مزاجه ؟؟ ... أم أنه رهينة حقيقته ؟؟وإلى أي حد يساعدك ذلك على الهروب من التقاليد الإجتماعية السائدة ؟؟ إن كان هناك هروباً !!لا شك أنك تقصدين بالحقيقة مجموع الضوابط التي يحاول الإنسان الالتزام بها في علاقته بمحيطه.وهذه الضوابط تأخذبعين الإعتبار مجموع المثل والقيم التي ينضبط له الفردمن أجل التواصل مع الجماعة.وعلى العكس من ذلك فالمزاج هوتواصل الفرد مع ذاته دون مراعاة اي شئ آخر.اعتقد أني مثل الكثير من الناس . أحيانا اتفاعل مع الأخر.وقد تأتي ظروف أخرى تكون في ردات الفعل قوية افكر اثناءها في نسف كل الجسور التي تمتدالى الخارج
أصل إلى سؤالك الأخير " الكاتب الحقيقي هو القادر على أن يصب في سيل .. الرغبة بالتبديل ..دون أن يتحول إلى كاتب كليشيهات رديئة لحزب جيد المنطلقات والرؤيا... " مارأيك في تلك العبارة ... ومامدى صحتها من وجهة نظرك الشخصية ؟؟؟ قولك هذا يذكرني ب"مكسيم غورغي" حين التحق بالحزب الشيوعي. ولا اذكر اسم ذلك الصديق الذي حزن لسماع الخبر. فقال معلقا" إذن فقد مات"ماهي المشكلة؟ببساطة أن المبدع والكاتب حين يكون مستقلا عن الهيئات، تكون رؤيته للعالم هي الأساسية،وهي التي تملي عليه مايجب ان يقوم به.أما حين يلتزم مع هيئة ما ، يصبح حريصا أن لا يتناقض فيما يبدعه مع برامجها السياسية سواء كانت ذات اليمين اوذات اليسار..ومن هنا لا يصبح مخلصا لقناعاته ،ويستعير قناعة الهيئةالتي حشرنفسه فيها .

الأستاذ البقالي : حف البحر* عـُرف من قراءتي عنك هناانك ممن تستهويه الحروف الأدبيةولكني اراك على صفحات المحبرة تجول هنا وهناكما اردت سؤالك عنه هولاحظت وبشكل قوي أن المعلومات الطبية وهي التي تهم الجميعلأنها شي يجتمع عليه البشر كافة لا تعنيك بأي شكلقد لا يكون هذا واقعا ولكن اتحدث هنا عن قراءة لما أراه عن اسم البقالي في المحبرة..فما رأيك ؟صدقت يا جف.أنا من الأجيال التي تعلمت أن لاتقصدالمستشفى الا حين تصير غير قادرةعلى المشي ويحملهاالأخرون إليها. لأنه قبل ذلك تعلمنا في الصبا ان نطفئ احتجاجاتنا الطفولية بتهديدنا "بالحقنة".ومن هنا تم ذلك الرسوخ القوي الذي لم ينفع معه لا الكبر ولا الثقافة في أن نعيدالنظر في هذه المسألة.سؤالك هذااحالني على ذكرةأليمة.كان ذلك قبل عشر سنوات حين اجريت اول عملية جراحيةعلى الكلية.طبيبي لم يكن يهمه سوى ان يرى حسابه البنكي ينتفخ. بسرعةوقبل الاوان تخلص مني كي يستقبل مريضا اخر يضعه في سريري. ولأن الدم كان لا يزال يقطر داخلي. فقد تجمعت بركة صغيرة هناك.تصور اني لمانم خمسةاياممتتابعة.وفي اليوم السادس رميت بنفسي في عيادته .مددني على سرسر الفحص.وادخل مقصا حيث كان من قبل أنبوب ينقل الدم المنسكب من الجرح الى الخارج. ثم ثدفق الدم اسودا قانيامن ظهري. وانذاك بأت المتاعب.كان الشئ الأكثر قسوةووقعا على نفسي هوان ارى أبنائي. كنت اقفز من مكاني وتنتابني شبه نوبةهستيرية حين اراهم واطلب من الاخرين ان يجعلوهم يتوارون عن انظاري. البعض كان يعتقداني صرت اكره ابنائي. لكني كنت افكر بطريقة اخرى. لا شئ يجب ان يحرص عليه المريض أكثر من جعل معنوياته يعيدة عن تأثير المرض. كنت متيقنا انني احتضر على مهل. ستةشهور والدم ينزف مني بشكل يومي. لذلك فحين كنت أرى ابنائي فقد كنت ارى اليتم الذي ينتظرهم،والمصائر المجهولةالقاتمةالتي تنظرهم.وكنت ارى حتفي.تعرف ماذا قال الطبيب حين شفيت؟ قال لي انه لم يكن يتوقع اني سأعيش، لأني كنت قد بلغت المرحلةالأولى للسرطان.أظنك الان فهمت لماذا لما مر ولو مرة بذلك القسم ولمالق علية نظرةولومرةواحدة
اقتباس :
س:لو قدر لك أن تعود طفلاً تكبر من جديد فهل تطمح في أن تصبح أيضا ماانت عليه ؟؟لوقدر لي ان أعود الى الطفولة فساتحصن فيها ولن اغاردهاأبدا.
السؤال لثامر الحربي :
ما سبق..... نشوة الادراك.....لكل من يقرأها....بالطبع أنت تعلم عشقي الشديد للبقالي بنسخته السابقة...أو قبل مفترق الطرق الذي جعله كاتباً واقعياً تخلى كثيراً عن رمزيته المميزة.....أريد أن أسألك سؤال.....ذكره البقالي قديماً....بصيغة خرافية....((*هل كان أبو لهب يعيش صراعا مع ذاته قبل أن يعيش صراعا مع الآخر ؟.. من أين كان يستمد ذلك العداء الذي هو بلا مثيل ؟.. ولمن كان يدين في حربه ؟.. لطموحه الشخصي أم لعشقه للوثنية ؟عن أي شيء كانت قهقهاته التي كانت تملأ الأمكنة تعبر ؟ هل الذي كان أمامه كان يستدعي فعلا الضحك أم انه فقط كان يحاول طرد الخوف الذي كان يحاصره ؟.حين كان يمشي كيف كانت تبدو خطاه ؟ ..هل كانت قصيرة قصر نظره ؟ .. هل كانت واسعة و سريعة تعبر عن ثقة و إقدام خانه في النهاية ؟السؤال...---> وهل كنت أنا فيما سأحكيه مجرد جسد لروحه التي سافرت عبر العصور لتستوطنه ؟ ولماذا ؟ *))السؤال الثانيحملته لك من قاطرة مجنونة !!أيضاً من البقالي القديم((*ما الذي يمكن أن يشعر به فتى بدوي وهو في طريقه لأول مره إلى المدينة ؟.. *))سؤاليوما الذي يمكن أن يفكر به هذا الفتى عند تخليه عن المدينة وعودته لقريته من جديد ؟السؤال الثالثأيضاً منه ((* هل جربت أن تعري نفسك ؟.. هل فتحت يوما جبهة ضد ذاتك و اخترقت المتاريس التي تختفي خلفها وجعلتها مكشوفة بلا غطاء ؟*))سؤاليما الذي يحدث بعد هذا الكشف والمصارحة ؟السؤال الرابعماهو شعور البقالي......بين أسئلته....؟بالطبع لي عودة إن شاء اللهوإلا....فقد أنقذك الله مني

No comments: