Thursday, December 28, 2006

على شرفة المحبرة .. حوار مع أعضاء منتدى المحبرة

" 4 "

الطيب جوادي : وكما هي عادتي دائما!!أصل متأخرا !!أو لا أصل أبدا!!وفي حضرة قامة مثل عبد البقالي!!أفضل الغياب!!لأنني أحب هذا الكاتب إلى درجة أنني لا أجد الكلمات المناسبة ،الكلمات التي تعبر عن أقصى درجات التقدير والإعتراف بالجميل لهذا الكائن الإستثنائي !!وعبد الله البقالي !!كاتب استثنائي !!ورجل فريد !!وصديق مخلص!!يقرأنا بعين الخبير !!ويفهم هنا !!بيسر وسهولة !!ويتابعنا بمحبة وشغف !!وأنا مدين له بالكثير!!فقد كان يراسلني على الخاص !!أو يكتب لي في المنتديات !!"أين جديدك"ويعلم الله أن عبد الله البقالي قد ساهم بذلك في استمراري في الكتابة وفي نجاح الكثير من نصوصي!! لذلك أهدي كل نصوصي الساخرة إليه!!وقد طلبت اليوم من صحافي تونسي طلب مني نشر بعض أقاصيصي الساخرة أن يصدرها بإهداء إلى "الكاتب المغربي عبد الله البقالي"أخي عبد الله!!هنا موضع الإعتراف بالجميل!!وجميلك يطوقني كل العمر!!لي سؤال واحد :متى ستزورني في تونس لنجلس في مقهى سيدي بوسعيد الطل على المتوسط!!أخوك دائما
ـــــــــــــــــــــ
محمد فري : أشكرك عزيزي عبد اللهوأشاركك في الكثير مما ذكرتهويبقى سؤالي الأخير الذي لم تنتبه إليهويتعلق بالجنس الأدبي الذي يثير نقاشا قويا مؤخراويتعلق بجنس القصة الومضة أو الفلاش أو القصيرة جداكيف تراها...ماموقفك منها..هل يمكن أن تكون بديلا للقصة القصيرة في عصر يتسم بالسرعة في كل شيء.. ابتداء من الفاست فود أو السندويتشات السريعة وانتهاء بأكبر مظهر من المظاهر المعيشة
ــــــــــــــ
سمير الفيل : صديقي الكاتب المجدد عبدالله البقالي مررت للتحية وهي هنا واجبة ، وبافتراض وجود سؤال واحد يكون حول معملك الإبداعي ، أو المطبخ الجمالي :كيف تجهز القصة؟متى تبدأ الكتابة؟هل تمحو كثيرا مما تكتب أم هي الكلمة الأولى والعبارة الطلقة؟حدثنا أيضا عن نهايات قصصك؟وكيف تتداول العناوين؟ما أكثر شيء يجهدك في النص ؟هل تنتظر رأي قارئك؟أتتوحد أحيانا مع أبطالك مثلي أم تترك مسافة آمنة؟
ــــــــــــــــــ
الأستاذ عبد الله البقالي : العزيز الطيب الجواديحين قٍرأت لك أول مرة، وجدتك قد قلت في نص واحد ما يمكن ان يقوله رجل عاقل على امتدادعمر بكلمه.رأيتك تفتح ثغرة وثغرة في جدار الصمت الكبير. وتجهر بدعوة أن لا دخل للحدود الجغرافية في امر تعريف الهوية ،ورحت ممسكا بألف ممحاة مشطبا خطوط الخزي التي تجعل اليد اليمنى تحتاج إلى تصريح رسمي كي تلمس اليد اليسرى، وتعيق الرجل الرجل الأخرى لإثبات رجحان عقل لمرض في جعبته الكثير من الرؤوس الآلية التي تنظر فرصة زرعها في جسد منهك معلول.في تلك الغرفة مع العم جابر مددتنا لا ننتظر شيئا سوى حلول الموت النهائي بعد أن اجتاحنا قبله موت الطموح بعد ان لم يعدهناك من جدل حول خواء الرهان في كون الممتلئ بطنا لا يمكنه أن يحسن الحديث عن الجوعوأنه ليس هناك غير السجناء ممن يبدعون في الحديث عن الحرية. وأن الذليل لا يعرف شيئا اسمه الكرامة.العم جابر أيها الطيب لم يحطم مذياعا، بل هو الذي تحطم وحطم عالما ووهما سكننا لحد صار يقينا لدينا فاق حجم الحقيقة.وقفت أيها الطيب تنظر إلينا متسائلا عما سنحطمه نحن مقتدين بالعم جابر.الصديق الطيب كان اصعب شئ يمكن ان يحصل، هو أن يجعل اليأس أيادي أمثالك غير قادرةعلى أن تفضحنا أكثر و أكثر، وان تقاتل فينا هذا الخنوع الذي صار لدينا جزء من الهوية.توقفك كان يعني أن كل معالم تحديدالاتجاه قد فقدت، وانه لم يعد هناك ثمة نفس يمكن ان يضخ بعض الدفء اللازم لمواصلة الحياة. لذلك ناشدتك واناشدك الآن أن لاتمل من كتابتنا حتى تعلوالحقيقة عن الحقيقة الزائفة التي تسكننا.شكرا لك على اهداءاتكالتي قرأتها هنا وهناك. وأقول لك ان هذا شرف كبير لي لم احلم به.بخصوص دعوتك الكريمة، فأنا سعيدجدا بها. وانا سأضعها الى جانب دعوات اخرى تلقيتها من اشقاء في الجزائر والسعودية. وحالما سأقنع نفسي بضرورة الحصول على جواز سفر، سأبدأ في التنفيذ. وتيقن ان لقاءك سيكون من أجمل لحظات العمر. وأتخيل من الآن روعة تلك الجلسات.
الصديق محمد فري.* ويبقى سؤالي الأخير الذي لم تنتبه إليهويتعلق بالجنس الأدبي الذي يثير نقاشا قويا مؤخراويتعلق بجنس القصة الومضة أو الفلاش أو القصيرة جداكيف تراها...ماموقفك منها..هل يمكن أن تكون بديلا للقصة القصيرة في عصر يتسم بالسرعة في كل شيء.. ابتداء من الفاست فود أو السندويتشات السريعة وانتهاء بأكبر مظهر من المظاهر المعيشة- معذرة على اغفالي لهذا السؤال المهم. ويظهر أني بالامس كنت في حاجة إلى تركيزأكبر.بخصوص الجواب عن سؤالك، سأقول أني افهم مثلا أنه في المجال القانونيأن تغيير التشريعات والفصول القانونية يكون اسهل عندماتتغير عقليةالمجتمع . في حين تكون هذه التغييرات مجرد مناورة سياسية حين يتم هذا التغيير دون ان يرافقه تحول حقيقي في المجتمع. وأظن أن الأمثلة كثيرة ولله الحمدعندنا في بلدنا.هل المجال الإبداعي يقبل الخضوع لهذه القاعدة؟أظن أنه في مجال الشعر قدحدث ذلك. فعرفنا كتجسيد لهذا ظهور"قصيدةالنثر"وهي قصدية ارتكزت على أسس وسند يبرر تواجدها. وأهم هذه الأسس أن هذا الشكل التعبيري يتجاوب مع عصر الفرد الذي انكمش على نفسه وما عاد يبحث عن تواصل ومدالجسور الى خارجه،وصار نتيجة ذلك يتحدث بأبجدية تخصه لوحده. وجعل الابداع هو خطاب الذات للذات.في القصة رأينا هذه الومضة الخاطفة التي تنتهي مع بدايتها. والتي يكون تأثيرهاأشبه بالحقنة حيث يبدأ مفعولها لاحقا وتترك للمتلقي أن يحدد شكل فهمه لها.موقفي من هذا النوع من الأدب هو كالتالي.أنا لا استطيع أن اذهب لمسرح ، واحجز تذكرة، واقف طويلا في الصف وانتظر لوقت طويل ليدخل ممثل في الاخير ويقوم بحركة واحدة لينزل بعدها الستار معلنا أن ماشاهدته هو مسرحيةمكتملة.ليسمى هذا الجنس الادبي اي شئ الا ان يسمى قصة. فالقصة مكان وزمان وشخوص وحدث يعبر مسار عمر، ولا يمكن أن يختصر العمر في شهقة.
مرحبا بمبدعناالكبير الأستاذ سمير الفيل . وجودك في مساحةهذا الحوار هو تشريف كبير لي اشكرك عليه.* كيف تجهز القصة؟متى تبدأ الكتابة؟هل تمحو كثيرا مما تكتب أم هي الكلمة الأولى والعبارة الطلقة؟حدثنا أيضا عن نهايات قصصك؟وكيف تتداول العناوين؟ما أكثر شيء يجهدك في النص ؟هل تنتظر رأي قارئك؟أتتوحد أحيانا مع أبطالك مثلي أم تترك مسافة آمنة؟القصة هي كأي كائن يعيش لحظةمخاض قبل ميلاده. ثم يطعم عبر الحبل السري الى ان تحين لحظةميلاده.القصة تبدأ مع التقاط فكرة، او رؤية مشهد يبيح لك تفاصيل قد لايراها غيرك. جوانب خفية تتحول الى مايشبه مغناطيس يجذب خيوط اخرى الى ان يصبح ماهو مقتطع من المشهدالصغير العابر قادر على تحديد بعض ملامح العالم الكبير الممتد خارجه.قلت في جواب سابق اني حين اشطب على ماكتبته مرتين في مساحة متقاربةأعي انذاك أن البديهية غير حاضرة لدي. وبالتالي يكون الأفيد ان تفتح كتابا وتصرف النظر عن امر الكتابة الى وقت اخر.النهايات وما ادراك ماالنهايات.سأقول لك أنه تنتابني الكثير من العدوانية لدى الوصول الى النهاية. في كل القصص التي كتبتها أحسست في نهايتها انه يتوجب علي أن أخرج كل ما لدي من ضغط وسخط وعداء وتذمر اتجاه العالم الذي هندس بشكل ظالم.النهاية هي لكمةاوقنبلة او تفجير شديد أهدف من خلاله أن اصيب كل العمران الذي مررت به، مفسحا المجال لشكل اخر من البناء البديل المجسد للحلم.*العناوينمن خلال تجربتي في الإشراف التي امتدت لسنين طويلة، كنت الاحظ ان الكثيرمن النصوص القيمة تحمل عناوين على عكس جمال النص. ولذلك كنت اعنون ردودي بشكل متجاوب مع روح تلك النصوص. وما كان يسرني هواني كنت اجد أولئك المبدعين كانوا يتبنون عناوين المقترحة بحيث كانوا يضعونها عنوانا لنصوصهم حين ينشرونها من جديد في مواقع اخرى.العنوان هو شئ من روح النص. شرفة منفتحة على مزيج من جغرافية واصوات واجواء وتفاعل. واعتقد ان الكثير يعاني من مسألةاختيار العناوين لنصوصهم.* ماأكثرمايجهدك في النص؟اكثر ما يجهدني في النص هوالتحامي بروح النص. وهذا يحدث بعد لحظات التوقف الذي قد يطول. إذ يحتاج الأمر الى الكثير من العناء كي تعود للأيقاع الذي وقفت عنده لحظةاخر نقطة وضعتها.من جهةاخرى هناك نصوص تبدو مستعصية وتقف في وجهك متحدية. يساعدها في ذلك الشرط المادي بالاساس. لانها تصلح كرواية ومن ثم تحاول تطويعها لتصبح قصة مع محاولة عدم التضحية بوقائعهاالغنية. وهذا التوفيق لا يتك بنجاح في الغالب.*هل تنتظر رأي قارئك؟طبعا من هذا الذي لا يهمه رأي قارئه؟لقد كانت لي علاقة متميزة مع القارئ. في زمن سابق. كنت اعيش في عمق الهامش. وكانت يومذاك الوصول الى الصحف مسألة مستحيلة لأن النشر كان يخضع لقوانين اخرى. ولكن لا بد لي ان استمر. ومن ثم كنت احفظ كل مااكتبه. واقرأه على الناس في اي مكان. وهناك تعلمت ما الذي يثير الناس، وما الذي لا يعنيهم.*أتتوحد أحيانا مع أبطالك مثلي أم تترك مسافة آمنة؟أشكرك على هذا السؤال المهم.كان هذا النقاش يطرح بحدة في السبعينيات. هل يجب على الكاتب ان يترك الحرية لأبطاله أم يجب هوأن يحدد لهم كل شئ، ابتداء بملامحهم الى مصائرهم الى كل كلمة قالوها او سيقولنها.شخصيا كنت في تلك المرحلةأقول أن هذا فيه الكثير من المبالغة. فكيف تكون الشخصيات مستقلةعنك وانت الذي اوجدتها ورسمت لها اقدارهاوحددت لها كيف تجلس واين تتحرك ولم تترك شيئا الا وانت الذي حددته وتدعي انها مستقلةتتحرك بإرادتها؟أنتبهت بعد مشوار ليس بقصير من التجربة أن الكثير من النصوص انتهت بشكل لم يكن ذاك هوالذي حددته في البدء. وأني في الكثير من الحواراتلم اكن اعرف اي شئ سأكتبه في السطرالموالي، واني كنت فقط أتبع تطور سياق الحدث.ا لا ان وجودي في النص كان يتمثل في اية مرحلة يجب ان يتوقف الحوار. أوفي اي نقطةيجب ان انتقل الى اخرى. ومن ثم اكتشفت فعلا أن هناك شخصيات وان كنت انت من يخلقها، إلا أنها تسطيع أن تتمرد على إرادتك وترسم لنفسها مسارا غير الذي كنت قد قسته عليها من قبل *الأستاذ سمير الفيل أشكرك كثيرا على حضورك ومشاركتك القيمة. واتمنى أن تكون احد ضيوف حلقات برنامج هذا الحوار .
ــــــــــــــــــــــــــــ

ريم البان : مصافحة أولى وطمأنينة كبرى وأنا على خط الذهول أقف تلتحفني نشوى الفرح بنجاح أول حلقات ضيافة وجوه على شرفة المحبرة وإذا كان هناك فضل لنجاح الفكرة فإنما يعود بدرجة أولى للشخصية المحورية المستضافة وهو الأستاذ عبدالله البقالي وللا لتفاف الأعضاء حوله بهذه المساءلات القيمة والمداخلات الجميلة وكم كنت أتمنى لو أتيحت الفرصة أيضا لزوار المحبرة في التمكّن من المشاركة عبر ارسال أسئلتهم بطرق خاصة ترتأيها الإدارة نجاح هذا اللقاء الذي تحوّل في تقديري إلى ندوة ثقافية أدارها بنجاح ضيفنا العزيز وأنا أتابعه عن كثب وأهلل وأصفق لهذه البداية القوية لسلسلة اللقاءات كنت أتمنى أن تطول فترة استضافتنا للأستاذ عبدالله البقالي لكن أمامنا قائمة من الضيوف نودّ أن نحاورها ونستضيفها لنقترب منها أكثر وعليه فأن فترة استضافة الاستاذ البقالي ستنتهي يوم الثلاثاء القادم الموافق 12 شعبان \ 5 سبتمبر بإذن اللهكل من لديه الرغبة في مواصلة الحوار والأسئلة عليه أن يراعي الفترة المتبقية للاستضافة في حلقة قادمة مع وجه آخر على شرفة المحبرة نلتقي وتلتقي بنا الكلمة الهادفة

No comments: