Thursday, December 28, 2006

العرس الحزين



صباح الخير أيتها القلعة العتيدة...سمعت أنك بت ليلة حزينة. ..و أن أنينك وصل صداه كل الأرجاء..وهم هناك استلذوا سماع نواحك و قالوا عنك ما عاد في وسعك أن تفعلي غير ذلك.هذا الصباح .فرس جامح يلقي براكبه أرضا , ومن غير انتظار و لا تلفت , مضت الأوقات قدما دون اكتراث بمسافر مألوف تخلف عن الموعد . ولذا كان الشحوب باديا على وجه المحطة التي كانت تؤقت نبضات فؤاد متوزع بين أحاسيس الانشراح و الانقباض.بعد العودة.الأجنبية نعود مودعة . مرفوضة كانت رغم أنها لم تمارس القرصنة سوى مرة واحدة .بعدها ذبلت الأشجار , ولم يجد السائق ذو الشارب المفتول من يسائله عن مصير فتى اقتحم المجهول.ها هو يعود .هو أنت ؟ تسائله مسارح ذكرياته القديمة . جدران القلعة لم تحس بالدفء , لذلك أومأت برأسها مشيرة بالنفي.نظر في مرآة مثبتة على جدران القلعة . رأى وجهه يشبه وجه ميت . انتابه الهلع . جرى الى الأجنبية . أخرجت مرآتها . عاوده الاطمئنان لكن تملكه السؤال . أي الوجهين زائف ؟ أي خلجة من خلجات أحاسيسه تزرع الغربة في روحه؟ورقة ذابلة من أوراق شجر الكروم تتطاير في الفضاء وتستقر على رأسه . تلتقطها الأجنبية .تدعكها بعنف و انفعال . تسأله . لماذا تقع أوراق الأشجار دائما على رأسك ؟ يصمت . تقلق أكثر .الوداع المصير المحتوم يلقي بظلال قاتمة على الوجوه المرددة لأنشودة الوداع . و الاحساس بالفناء يفتح نفقا ظل معطلا يفضي الى صور الطفولة .وقف في وجوم ينظر اختفاء آخر جسر كان يربطه بالقلعة . انتابه الحنين للصباحات القديمة حين كان يمشي يفرك عينيه رفقة مهندسة الهرم المهجور .التقت عيناه بعيني الاجنبية وعبرها رأى ...حكايات الجدة تبهت . وجحا كهلا تحاصره خيوط العنكبوت داخل مغارة مظلمة . و الأيام الخوالي لحظة استرخاء بين النوم و اليقظة .هرع الى جدران القلعة لينزع صوره عليها , الا أنها كبرت و استعصى عليه حملها .وحين أصر .جاءه صوت عبر الجدران : ستكون صورك في حجمها الطبيعي حين توجد جسرا جديدا يربطك بالقلعة.انتابه الخوف . جرى الى حيث الاجنبية . احتضنته لتحميه من أوراق الأشجار, ومن انعكاسات صور وجهه على المرآة, ومن صوره القديمة .
عبد الله البقالي

No comments: