Thursday, December 28, 2006

بداية موفقة

اختار قائد الموقع دركيا أكثر خبرة وحنكة لتأطير الدركي الشاب الذي أثبتت ملاحق خاصة أن هناك تعثرات قد سجلت في حقه تمنعه من التطور. المودة كانت بادية بين الشاب ومؤطره الكهل الذي يميزه شارب كثيف، وبطن منتقخ. وقد بدا فخورا بأستاذيته للفتى بعد أنوضع تحت تصرفه خلاصة تجربته ومده بنصائحه وتوجيهاته.تراءى للدركيين سيارة تنحدر من الجبل حاملة براميل الماء لسكان ما تحت السفح المكتوين بالعطش لفصول عدة.زود الكهل الشاب بتوجيهاته الأخيرة، وخطا بعيدا عن النقطة التي يجب أن يحاصر فيها الدركي السائق، مراقبا الوضع من بعيد.ابتسم السائق وهو ينظر للدركي الذي بدا له كتلميذ في الإعدادي. توقف.التفت الشاب لمؤطره الذي قطب حاجبيه معاتبا، داعيا اياه للإنقضاض.ابتسم الدركي ابتسامة عريضة جعلت مزاج السائق يتحسن وقال: هات أرواق سيارتك.بدأ الدركي يتصفح الأوراق. اختلس نظرة لمؤطره فرآه متجهما. أعاد الأوراق بسرعة للسائق وسأله: ماذا تحمل؟أجاب السائق: ماء.أعقب الجواب لحظة صمت فكر فيها الدركي في التراجع واخلاء الطريق للسائق. نظر للكهل الذي كانت ملامحه تنطق بالغيض و السخط.استجمع الدركي قواه وقوى من عزيمته وقال للسائق: تحمل ماء ونحن عطشى؟ابتسم السائق ودس يده في جيبه. أمسك بورقة ومدها للدركي قائلا: سأظل أسقيك مادمت سيد هذا المكان.امسك الدركي الورقة ووجهه ينطق بحبور آسر. انطلقت السيارة فجرى الشاب إلى الكهل كهداف كرة مجنون أصاب هدفا، متجاهلا نظرات الكهل التي كانت تدعوه للثبات و الرزانة. احتضنه متخليا عن تحفظه، وأخذ يربت ظهره مهنئا.
عبد الله البقالي

No comments: