Thursday, December 28, 2006

على شرفة المحبرة .. حوار مع أعضاء منتدى المحبرة

" 8 "
ريم البان
أستاذي القدير كما وعدتك بإفراد بعض مما ورد في كتاب الحريم السياسي فيما يتعلق بجزئية العلاقة بين الماضي والحاضر والمستقبل يعاني المسلمون من داء الحاضر كما تعاني الشبيبة الاوروبية الرومانتيكية من داء العصر والفارق الوحيد هو أن الشبيبة الرومانتيكية الاوروبية تعيش صعوبتها لتكون في الحاضر كتقزز من العيش في حين أننا نحن المسلمين نعيشها كرغبة في الموت رغبة في أن نكون غائبين أن نكون في مكان آخر وأن الهروب نحو الماضي هو غياب انتحاري إن أحد اسباب النجاح للمفكرين المغاربة محمد الجابري وعبد الكبير الخطيبي هو أنهما ربطا المسرح العقلي للعالم العربي بهزيمة 67 وساعدونا بالكلام عن زمن الجرح ليس من أجل العويل وعيوننا مثبتة على الغير وعلى التفوق العسكري للعدو وايجاد العذر للتلاشي في الماضي بل من أجل إعادة البحث عن ذاتنا كطاقة تبحث عن نطاق لتنتشر يقول الجابري إن القارئ العربي التفت إلى الماضي كي يمنحه القوة التي لم يعطه إياها الحاضر أي أنه يقرأ في الماضي آماله ورغباته (نحن والتراث)بمعنى أنه يبحث عن كل ما لديه من مساؤى ليسيطر عليه في الحاضر إن الزمن الموجه ذلك هو تحدّي هذا القرن زمن موجه في الاتجاه السيئ الزمن الذي يقلقنا إنه إتجاه المستقبل الزمن المسير للامام والذي يختلط مع المكوكات الفضائية والمدفوعة نحو فضاء مابين الافلاك إنه حاضر لا يكاد يتميزعن المستقبل كيف نعيد العمل مع تسارع الزمن هذا ومع الدافع للحاضر في المستقبل ؟هل يكون بانزلاقنا نحو الماضي حيث كنا محمين مسيطرين على المشرق والمغرب ومن هنا جاءت فكرة ان مستقبل كل واحد هو الموت لكن دورنا بأن نضع الموت للوراء ونسير بخطى نحو مستقبل حيث يمكن إبداعه إن الفرق بيننا وبين الغرب هو في الطريقة التي يستهلك فيها الموت والماضي فالغربيون يجعلون منه حلوى ونحن نجعله صحن رئيسي هم يستهلكون الماضي كتسلية لكي يريحوا انفسهم من وطأة الحاضر اما نحن فنستبسل لنجعل منه مهنة الهاما وأفقا وبقوة ما نستدعي الاجداد على الفور ولكل شئ نعيش الحاضر كفاصل ترفيهي وجذاب قليلا على حدّ بغيض إن بحثنا عن الماضي يمنعنا من قراءته وإن القارئ العربي يعاني من عدم ملاءمته للعصر الذي يهرب منه باتجاه حلولا سحرية لمشاكلنا العديدة وإغماء الذات في الماضي هو أحد الحلول السحرية ومن هذا المنطلق ترى الكاتبة منظورها نحو تفسير الماضي والحاضر والمستقبل ومن ثمّ وضع المرأة ضمن هذه المحاور من منطلق فلسفي محض هو أننا نسقط مشاكلنا على النصّ السلفي وهذا الاسقاط يحول دون قراءته بشكل صحيح أما حول المرأة كإنسان فاعل في القضايا المصيرية فقد أكدت بنصوص أن المرأة لم يوجد لها دور في التاريخ السياسي واستشهدت باجتماع سقيفة بني ساعدة حيث تشاور صحابة النبي بعد موته لتعيين خليفته ولم يشر ّ أبدا لأية مساهمة نسوية استندت في هذه المعلومة لكتاب حقوق المرأة في الاسلام لمحمد عرافا هذا ما وعدت به أرجو أن أكون قد وفقت في تلخيص أهم العلامات في ما ورد بكتاب الحريم السياسي حول هذه الاشكالية الماضي / الحاضر/ المستقبل / المرأة وبشكل مقتضب جدا وشكري لك أكثر لآنك منحت عقلي فرصة الانتعاش اللذيذ
ــــــــــــــــــ
الأستاذ عبد الله البقالي : ريم البان.شكرا جزيلا على هذا التوضيح القيم الذي يخلق دوافع للتفكير العقلاني بخصوص أعتى ازمة رهنت وترهن امتنا.أتذكر أنه سبق لي ان تطرقت الى هذا الموضوع في عمل ابداعي. واكن من فتح لي باب الموضوع هوسؤال وجه لي ذات يوم من قبل أستاذ قائلا: ماذا يفعل اليهودي حين يفلس؟لكني فكرت بطريقة مختلفة، واحتجت بيني وبين نفسي على ان يكون سلوك اليهودي مصدرا لمعرفتي. الا ان السائل سرعان من تطوع للاجابة قائلا: يراجع دفاتر ديون الماضي.تجاوبت مع الفكرة .قلت جيد ان يمثل الماضي خلاصا للحاضر. لكن ماعلاقتنا بالماضي؟نحن حين نتحدث عن الماضي نستحضر اسماء معينة . ونتحدث عن حقبة مقارنين اياها بما كان عليه الغرب يومها، وكأننا نطالب الغرب ان يرجع لوحشيته و نحن لتحضرنا البائد.لوشخصنا حديث اي واحد منا وهو يتحدث عن الماضي، فالاكيد اننا سنرسم رسما بيانيا يبدأ فيه السهم عاليا ثم سرعان ما ينحدر الى الاسفل كلما اتجه الى الحاضر . ليبدأ التأوه والتحسر وكأنه انتهى دورنا في عملية صنع التاريخ. وكأن دورنا انحصر في التذكر والتوجع.سأقول في الاخير ما تردده المجموعة العنائية الشعبية"ناس الغيوان"الماضي فات يا الشاغل به بال الناسوالعين بكت عالماضي والشمعة طفاتشكرا ريم . على هذاالاغناء والتنظيم والاشراف. واتمنى لك حظا ونجاحا اكبر في اللقاءات القادمة .
ــــــــــــــــــ
ريم البان : هنا تتعطل ساعة الزمن بكل ثوانيها حيث عشقت عقاربها الوقوف عند احتفالية أول لقاء من وجوه على شرفة المحبرة مع الأستاذ عبدالله البقالي / القاص / الاديب / المفكر / الناقد / في بدء الحوار عزفني الصمت دهشة استوطنت شفاه أحرفي وأنا أسمع أزير الكلمات في هيئة أسئلة فأحسّ بالسطور تشتعل فيها القصف ..أصيخ السمع لصيحة بداخلي خلتها كصاعقة برق تنبهني بأني على مشارف الغرق في محيطات هائلة من العلم والمعرفة اختلطت بخبراته الإنسانية الزاخرة ..عمر مخلوط بالقهر وولادة من رحم المعاناة تمخضت وكعادة المعاناة لا تولد الإ إبداعا جاء في صورة عبدالله البقالي بكل أبعاده المختلفة قال عن الأسئلة : إنها حمم أُلقي بها لتشتعل بداخلي لا لتحرقني بل لتضئ للآخرين في لقاءنا معه تأكدّ لنا حقيقة أن المبدع لا يكون الإ إذا انطلق من ذاته وفي ذاته ومزجها بكل تجاربه وجدنا في كل ما سطره لنا روح فلسفية كانت تتقدم كل إجاباته لتضعنا أمام خلفية واضحة لمهمة الكلمة تحدث البقالي عن النجاح بمعناه الشمولي / عن التسامي في روح الكاتب كأرضية تفترش تحقيق الحلم بتعديل الواقع وإصلاح العوجأضاء بتعبير سريع وبسيط لكنه عميق المدلول وقوع المبدع في فخ الإنتماء الحزبي او الولاء لهيئة نظامية حيث يتحول الكاتب وقتها إلى مجرد بوق للسلطة فتضيع معه الأماني بتحقيق الإبداع وتعديل الاوضاع من خلاله تطرق لإشكالية هامة وهي جدلية الحاجز والتحدّي في إطالة عمر الكاتب عن دور المؤثرات الثقافية والسياسية والإجتماعية على المبدع عرف الكتابة بأنها النفَسَ الذي يحتاجة المبحر في رحلة الغوص لمواصلة السباحة بالاعماق عن المرأة القضية / الإنسان أطلنا الوقوفعن إشكالية النظرة للماضي / الحاضر / المستقبل وآلية التعامل معها مع البقالي أبحرنا على مراكب الدهشة زادنا فيه أسئلة حبلى بشغف المعرفة ومحبة بالتقرّب من هذا الَعلَم الشامخ خرجت من هذا اللقاء بيقين من أن هذا الرجل وطن شاسع من المعرفة والعلم والمحبة زرعنا فيه بذور أخوة وصداقة فرعاها هو بفيض كرمه وسموق خلقه ومني باقة ياسمين ناصعة البياض ك/ فكرك يا أُستاذ بقالي ومثلها جنائن ورد وجوري لكل من شجعني على فتح باب اللقاءات وكلّ من أثرى هذا الحوار بالسؤال أو المرور أو القراءة
ــــــــــــــــــــ
الأستاذ عبد الله البقالي :
ريم البانشكرا لك مرة أخرى على طرحك للمبادرة وعلى تفعيلك لها. وعلى اعدادك الجيد. وايضا على هذه النهاية الماسية التي سأحتفظ بها طويلا في ذاكرتي.موفور الشكر ايضا لإدارة الموقع على تفاعلها مع مبادرات اعضائه، وانفتاجها على أفكارهم. وأظن أن هذا الحوار كان درسا بليغا على هذا التفاعل.اتوجه بالشكر أيضا لجميع من تفاعلوا مع هذا الحوار من خلال الأسهام في تحريكه والدفع به إلى الأمام، و يصعب على ان استحضر كل الأسماء. وإن كان لا بد من الثناء على بعضهم فساذكر هاميس والوردة الحمراء. كما اتوجه بالشكر حتى لأولئك الذين مروا في صمت.أتمنى في الاخير أن لا أكون قد خيبت ظن أحد. وان اكون قد أسهمت ولو بشكل ضئيل في توضيح ملامح بعض القضايا. وأتمنى نجاحا مماثلا للأخت الرائعة ريم ولمن سيأتي بعدي ضيفا على هذا الحوار. والسلام عليكم.
ـــــــــــــــــــــــ

ثامر الحربي : كلمة لابد منها...الحوار مع البقالي ....هو احتضان الأدب الحي....أن تقرأ له....فأنت تتوغل في أعماق الأدبفسيرته الأدبية...سيرة كفاح واعتناق....نضاله من أجل فكره...من أجل أدبه....من أجل الوصول إلى عقول الناس....ضريبة يعرف ثمنها مسبقاً....ولم تمنعه من التقدم لها...هنيئاً للأدب مثلك...وهنيئاً لنا..أنتنسخة...إلى أزمنة الأدب...وحفظاً للحق فإن هذا البرنامج الحواري الذي سيتواصل مع شخصيات أخرى هو فكرة الفاضلة ريم البان .ونرحب دوماً بمثل هذه الأفكار ونعدكم دوماً بالتفاعل معها ...فقط اطلقوا العنان لمبادراتكم الجميلة....وسنهتم بها .الشكر موصول إلى ريم البان لجهدها ونشاطها الملحوظ...والشكر لجميع من تواصل مع هذا الحوار من سائل وقارئ ...وزائر
.يُغلق الحوار .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

No comments: