Thursday, December 28, 2006

على شرفة المحبرة .. حوار مع أعضاء منتدى المحبرة

" 5 "
هاميس :
صديقي وأستاذي / عبد الله البقاليعدت مرة أخرى .. لا أتمنى أن أثقل عليك ولكن أيضاً لا أملك إلا أن أعود ...تابعت الحوار والذي كان من أقوى الحوارات التي شهدتها الشبكة العنكبوتية .سعيدة بهذا الحشد الجميل وأسعد بالجانب الأجمل الذي اكتشفته في شخص وقلم البقالي .اسمح لي أستاذي يأن أسألك ...العنصر الذاتي و الوجداني له حجم كبير وواضح في أعمال معظم الكتاب ... فإلى أي حد استطعت أن تعمم ذاتيتك ؟؟؟ هل حصل أن جافاك القلم ... ؟؟ متى ... ولم ... ؟؟ يرى بعض المستشرقين أن ... القصاص العربي الحديث ..وقع في التعبيرية عن مشكلته .. كمثقف من خلال تقمصه للأدب الغربي وهذا ماأضعف الواقع الإجتماعي في القصة و الذي كنا نلمسه متحركاً عند نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ... ماتعليقك على ذلك ... كناقد وكاتب ؟؟ الكتابة بصورة عامة ... هل هي فعل ... أم رد فعل ... ؟؟وهل يتعامل الأستاذ عبد الله البقالي مع الكتابة .. باعتبارها فعلاً ... أم رد فعل .. ؟؟ عندما تكتب هل تعرض كتاباتك على شخص مقرب لك قبل نشرها ؟؟و إذا انتقد فقرة ... و أشار عليك بتغيرها .. هل تفعل ؟؟ البقالي ..... أنت عدة أشخاص في شخص واحد ..شخص يسبح في اللامألوف .. و آخر واقعي يريد المألوف .. وثالث ضبابي يبحث عن المطلق .. عبد الله البقالي .. أيهم أنت ؟؟؟ ماذا تحرك فيك الأزمات ...؟؟ أين وجدت الحقيقة في هذا الكون ... ؟؟ماعلاقتك مع الطبيعة ؟؟ماذا تعني لك الصداقة / السفر / الحرية ؟؟ماهي مرادفاتك الخاصة للمصطلحات الآتية ... الجمال / الخير / الإبداع / المحبة ؟؟عندما تتفلسف ... ماذا تكتب ؟؟الكاتب عندما يكتب .. يكون في ذهنه قراء معينون يتوجه إليهم ... ويسمعهم كلمته فمن هم هؤلاء القراء الذين يتوجه لهم .. الكاتب عبد الله البقالي ؟؟ عند كل إنسان هواية يتوق إلى ممارستها ... ويتمنى لو عاد به الزمن من جديد ليمارسها .. فماذا لو لم يكن عبد الله البقالي كاتباً ... لتمنى أن يكون .... ؟؟؟ أبي لا أتمنى أنأكون قدأثقلت عليك. وأيضا لا أعدك بعدم العودة مرة أخرى .... !!!

ـــــــــــــــــ
الوردة الحمراء : والدي البقالي ان للحديث معك شجن خاص اسجل اعجابي الشديد بشخصك الكريماضافة الى عاطفة الابوة الصادقة وجدت ذاك الانسان الشفاف الذي انهالت عليه الدنيا بكل ما فيها ولكنه ما زال قائما يتحدى الريح اينما حلت.ان الحياة اكبر معلم للانسان ، ترى هل تعتبر ما عانيته وما مررت به من تجارب كاف لتتوقف عنده وتقول هنا وصلت حد الاكتمال ولا اطمع بالمزيد؟محبتي
ــــــــــــــــــــــ

الأستاذ عبد الله البقالي : هاميس مرة أخرى*العنصر الذاتي و الوجداني له حجم كبير وواضح في أعمال معظم الكتاب ... فإلى أي حد استطعت أن تعمم ذاتيتك ؟؟؟ هل حصل أن جافاك القلم ... ؟؟ متى ... ولم ... ؟؟ فإلى أي حد استطعت أن تعمم ذاتيتك ؟؟؟ هل حصل أن جافاك القلم ... ؟؟ متى ... ولم ... ؟؟ - العنصر الذاتي الوجداني هو القلب، والإبداع هوالنبض، وماتبقى فهو قشور.العالم يمدنا بالصور والوقائع والأفكار التي نلتقطها حواسنا،فنحاول الإرتقاء بها بتجارب العمر لتحصيل الوعي والإداراك من أجل تشكيل القناعات التي تجعلنا قادرين على تصنيف ماهية الخير والشر، والعدل والجور. فخلق فينا الانجذاب، ونندفع للتقوقع داخل الرقع المنافرة داخل خريطة الواقع.لا استطيع أن اتصور كاتبا منعزلا عن ما هو ذاتي. لان هذا العنصر هو الذي يفرق بين ما هو أبداعي، وبين ما هو علمي خالص. فمنطق العلم يستوجب أن يكون موضوع الظواهر منفصلا عن الدارس. فلا يمكن أن يكون الشخص مثلا هو الدارس وهو موضوع الدراسة في نفس الوقت. لهذا السبب نجد أن من قواعد البحث العلمي فصل الذات عن الموضوع. - ارتباطا بالسؤال الأول . ولأن أية كتابة هي مجرد أصداء تحدثها ما يفعله فينا الواقع. وكما يحصل حين يجعلنا نضحك ، يتسطيع ايضا ان يجعلنا نبكي ونحبط. ويدفع بنا كي نتفاعل او يجعلنا او ننزوي بعيدا في تخوم مظلمة. وهكذا فالكتابة ملتصقة بهذه الاجواء والعوالم .لكن هناك صنف من الكتاب هم اشبه بكاميرا قناة اخبارية لا يبدو عليها التأثر بقدر ما يهمها نقل الحدث. غير أن التأثر أومحاولة احداثه يتجلى في اختيار انوع الحدث الذي يود تغطيته.خلاصة لما سبق ، وارتبطا بالسؤال أقول أني كائن انفعالي. أكون في غالب الأحيان غير قادر على التخلص من سطوة مزاجي . وتنتابني لحظات قلق تجعلني أشك في كل شئ ، بما في ذلك جدوى الكتابة.ومن هنا يحصل الجفاء بيني وبين القلم. *يرى بعض المستشرقين أن ... القصاص العربي الحديث ..وقع في التعبيرية عن مشكلته .. كمثقف من خلال تقمصه للأدب الغربي وهذا ماأضعف الواقع الإجتماعي في القصة و الذي كنا نلمسه متحركاً عند نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ... ماتعليقك على ذلك ... كناقد وكاتب ؟؟ - أقول لك في البدء أنه ليس لدي اكره من هذا اللقب الذي احمل"ناقد"انا لست ناقدا، وأنا حين اقرأ نصوص الاخرين احاول فقط ان اقترب من عوالمها وأرصد ما الذي خلفته في نفسي. لذلك اشعر ان هذا اللقب يقتل تلقائيتي ويغتالها.بخصوص الجواب .انا لا أومن أنه توجد هناك خريطة للأدب على غرار الخرائط السياسية. والدليل أن الف ليلة وليلة يستلذ بسماعه كل سكان المعمور. وكذلك الامر بالنسبة لدون كيشوت والاديسا والالياذة. وذلك لأن الأدب هو الوعاء الذي يقبل استيعاب كل القضايا النبيلة التي ناضل وسيظل الانسان يناضل من اجل تحقيقهامادام موجودا على ظهر البسيطة. فالخير والشر والحريةوالكرامة لها نفس التعريف لدى كل الشعوب. فأين تكمن المشكلة؟المشكلة هي في محاولة إخضاع الأدب للسياسة وتغيير اهدافه من أجل وضع اخرى مزيفة مرتبطة بالظروف العابرة والاشخاص.أصدق مثال عن ماأقوله هوالضغط والاغراء الذي مورس على الكتاب الروس في المرحلة السوفيتية من قبل الغرب. وهوالمنطق نفسه الذي يممارسه اليوم مع كتاب العالم العربي والاسلامي. واكبر مثال على ذلك سلمان رشدي وتسليمةنسرين. وجل الكتاب في عالمنا العربي والاسلامي اليوم يعرفون أن امامهم وصفة سهلة للشهرة، وهي لاتقل اغراء عن تلك التي ينالها صيادو الجوائز في افلام الوسترنيكفي الكاتب اليوم ان يطعن في هويته أو يقول كلاما جميلا في حق الصهيونية ليجدنفسه في الواجهة، ومن يدري ،فقد تكون "نوبل" من نصيبه ذات يوم.هاميس
هاميس.*الكتابة بصورة عامة ... هل هي فعل ... أم رد فعل ... ؟؟وهل يتعامل الأستاذ عبد الله البقالي مع الكتابة .. باعتبارها فعلاً ... أم رد فعل .. ؟؟ عندما تكتب هل تعرض كتاباتك على شخص مقرب لك قبل نشرها ؟؟و إذا انتقد فقرة ... و أشار عليك بتغيرها .. هل تفعل ؟؟ -الكتابة فعل ...أم رد فعل؟هل رد الفعل ليس فعلا؟الفعل ورد الفعل يعنيان شيئا واحد هو ان هناك حياة. والكتابة هي فعل ضد الموت. كل أشكال الموت.أنا لم اعش في وسط فيه تجارب سابقة في عالم الكتابة. ولذلك لم يكن هناك من يستطيع أن يفيدني إفادة تقنية. ورغم ذلك كنت اعتبر أن حتى الناس البسطاء يمكن ان تستفيد من ردود افعالهم اتجاه ما تكتب وتحاول رصد ردود فعلهم.في مرحلة لاحقة التقيت صديقي "عبد الحميد العوني" وهو كاتب يشتغل بالاساس على تتبع الاحداث السياسية، وله مؤلفات في هذا المجال فاقت الثلاثين. له ايضا ديوان شعر. وكنت سعيدا كونه قرأ جل ما نشرته في الصحف. وقد قال لي في معرض انتقاده لأعمالي ان مشكلتي الوحيدة في الكتابة هي أنني لا اود أن اتخلص من بعض الأفكار المرتبطة بصراع أصبح متجاوزا. وأن التزامي بهذا يحول دون أن يكون لي اسلوبي الخاص في الكتابة.هذا اهم انتقاد وجه لتجربتي. لكني رفضته ليس بدافع الأنانية. وإنما لا اريد أن أكون النموذج الذي حدده المسرحي "الطيب الصديقي" حين قال "إن المثقف ليس ساعي البريد " أي أن لا رسالة للمثقف. لأنه أذا لم تكن هناك رسالة، فلا داعي بعد ذلك للكتابة.*أنت عدة أشخاص في شخص واحد ..شخص يسبح في اللامألوف .. و آخر واقعي يريد المألوف .. وثالث ضبابي يبحث عن المطلق .. عبد الله البقالي .. أيهم أنت ؟؟؟ - بين الإنسان والحياة علاقةمعقدة. صراع بين من يستطيع أن يفرض امتثاله على الاخر. هي تحاول أن تروضك لتوقع صك تنازلاتك عن التطلع الى خارج ما تلقي به لك. وأنت تحاول في غفلة من ان تمسكها من ناصيتها وتجرها موصلا صوتك لأبعد مساحة ممكنة جاهرا أن الحياة عاهرة تنقاذ لمن يمارس عليها اكبر قدر من القسوة.هذه هي اطراف المساحات الممتدة التي لا يوجد خارجها إرادة للإنسان. ولأن كل شئ نسبي فسحب المألوف سرعان ما تظلل سماءك متنرة سطوع ضياء التحدي. لهذا أجد نفسي مشتتة اشلاؤها بين الخيارات الثلاث التي ذكرتيها في السؤال.*ماذا تحرك فيك الأزمات ...؟؟ أين وجدت الحقيقة في هذا الكون ... ؟؟ماعلاقتك مع الطبيعة ؟؟ماذا تعني لك الصداقة / السفر / الحرية ؟؟ماهي مرادفاتك الخاصة للمصطلحات الآتية ... الجمال / الخير / الإبداع / المحبة ؟؟- الازمات تبعثر في داخلي كل أشكال اليقين، ويتلاشى المحضور لتصبح الأسئلة هي السلطةالوحيدة المسموح لها بان ترفع صوتها.البحث عن الحقيقة هي مغامرة الإنسان التي ليس لها نهاية. ويوم سيعلن أنه تم ا لقاء القبض عليها، فلن يعود هناك مبرر كي تعاش هذه الحياةالطبيعة هي الام الأخرى لنا. تبعثنا ثم تستعيدنا لتكون قد وجدت لنا ووجدنا في النهاية لها لتتجدد حياتها بتفسخنا فيها .-الصداقة ميثاق شرف. والسفر نفس الغطاس الباحث عن الاستمرار في الغوصوالحرية عمر بنسب مضاعفة. والجمال محرض على مناهضة القبح المجسد في القهر والشر . والخير جزيرة نائية لا يبلغها الا من تستطيع عيونه انتنظر الى البعيد. والابداع حياة أخرى وخرائط سرية تقود لعالم ليس به زيف. والمحبة هي المجال الذي لا يطاله الأفلاس حين يخسر الإنسان كل شئ.*عندما تتفلسف ... ماذا تكتب ؟؟الكاتب عندما يكتب .. يكون في ذهنه قراء معينون يتوجه إليهم ... ويسمعهم كلمته فمن هم هؤلاء القراء الذين يتوجه لهم .. الكاتب عبدالله البقالي ؟؟ عند كل إنسان هواية يتوق إلى ممارستها ... ويتمنى لو عاد به الزمن من جديد ليمارسها .. فماذا لو لم يكن عبد الله البقالي كاتباً ... لتمنى أن يكون .... ؟؟؟ - عندما اتفلسف أحاول ان ابحث عن نقائي وانسجامي المفقود.وبخصوص القراء لا بد أن اشير ألى ان مررت بمرحلتين في علاقتي بهم. الأولى حين كنت اكتب دون اهتم بمن سيقرا. وهي المرحلة التي وجدت أني اتواصل مع فئة قليلة من القراء. والمرحلةالثانية حين ركزت على القارئ ذو الثقافة المتوسطة.بخصوص الهواية فأنا كنت امارس لعبة كرة القدم وكنت حارسا في لعبة كرةاليد. ومارست انواعا رياضية كثيرة.لولم اكن كاتبا لفضلت ان اكون زاهدا منزويا في شبر معزول من العالم منتشلا نفسي من كل ما يجري فيه.
ــــــــــــــــــــــ
زياد نجم : يا سيدي المحير.لا أتحدث عن تأخري لأن هذا لن يكون الموضوع في حضرة هذه الكثاقة وهذا التاريخ. انا اقرا وارى ارشيف زمن بكامله. حضور من رحلوا وغياب من لازالوا احياء. اشتعال من توقدوا، وبرودة من فضلوا ان يبقوا مجرد ظلال باهتة.كيف مررت وعشت كل هذا دون ان تدمر؟ ثم ماهذه الوصفة العجيبة التي توصلت لها وجعلت رئتيك تتنفس اكثر كلما احاطها الضيق؟هذه هي تساؤلاتي لرجل احترمه كثيرا.
ـــــــــــــــــــ

No comments: