Thursday, December 28, 2006

ذاكرة الأحلام الموؤودة


أطفال وإن وحدهم العمر والتطلعات البريئة،و لفهم الطهر والرؤى المسالمة للعالم، إلا أنهم سرعان مايتبين أن هؤلاء الأطفال ليسوا كأولئك الأطفال.تفصح عن ذلك الأشكال التي تتخذلهم.والموادالتي تستقر في أمعائهم.والتطلعات المطبوعة في عيونهم.حين امشي مع صغيري في الشارع،أتحاشى أن تتقاطع نظراتي مع نظراته.العالم خارج البيت يجعله يعي أن أشياء كثيرة متيسرة لغيره تنقصه. ينظرإلى تلك الأشياء ثم ينقل بصره إلي ويرسم كل اشكال الإحتجاج وهوغير مدرك أن هناك ثمةحدود ماسطرها هو ولا سطرتها انا.وهي اقوى من كلينا.أركن متحصناخلف جداراتي الدفاعية، لكنه سرعان مايخرجني منهامطالبابلعبةمماثلة للعبةطفل مر بالقرب منا.أتجاهل صوته ومطلبه،متعللا بعدمسماع ماقاله بسبب ضوضاءالأزقة.فيكررمطلبه.تمثيلياتي تلك علمته أن لايتحدث إلي إلا وعيني مثبتةفي عينيه،أفهمه أحيانا ناهرا أني اسمع بأذني وليس بعيني.حين تتمادى المطالبة،لأجد مفرا من أن انهره.وساعتهايركن للخلف هوالاخرمحتفظاببقيةامل،موضحاأنه لا يطلب تنفيذ مني ذلك على الفور، بل عند نهايةالشهر عند صرف الحوالة.وهوالمدى الذي قد يمتد لسنة.من زمن ليس بقصير،بداأن طفلي قدفهم اشياء كثيرة كان عليه أن لا يعيهاإلا بعدعقد من الزمن.وتعلم أيضا أشياء اخرى. لذا ماعاد يحتاج إلى ان يقول كل شئ بفمه.بل تعلم كيف يخاطبني بنظراته ويتحدث عنلا مشاريع طفولته المؤجلة.أحلام بسيطة تتجاوزإمكانياتي بالرغم من ذلك . ولأنه صار يدرك ذلك، فكثيراماأراه يقدم العزاء لها،متعهداأن لاينساهابايداعها في رفوف ذاكرة أحلامه الموؤودة.
عبد الله البقالي

No comments: