Thursday, December 28, 2006

على شرفة المحبرة .. حوار مع أعضاء منتدى المحبرة

" 3 "
محمد فري
:
العزيز السي عبد الله البقاليمناسبة جميلة هذه..تتيح لنا دردشة ممتعة معك..نتجاذب فيها أطراف الحديثونتخيل نفسينا في الشارع إياهعلى ذكر الشارع..ماذا يمثل لك هذا العنصر، وكيف تستغل دلالاته في قصصك؟ وهل يمكن اعتباره قوة فاعلة غير بشرية؟سؤالي الثاني يرتبط بطقوس الكتابة، وأسألك: متى تحس بالحاجة إلى الكتابة؟ وهل هناك طقوس يجب توفرها في أثناء ذلك؟سؤالي الثالث يتعلق بما يسمى ب" التجريب "..كيف تفهم هذا المصطلح؟ وكيف تحب أن تستسيغه في الأعمال السردية؟آخر سؤال: بدأت ظاهرة القصة القصيرة جدا تتنامى، كيف تنظر إلى هذا الفن؟ وما موقفك منه؟ولحديثنا بقية بحول اللهمحمـــد فــــري
ــــــــــــ

يوسف الحربي : الأستاذ دائماً / عبدالله البقاليمن خلال السطور التي منحها فكره ومشاعره ودموعه أراد البقالي عبدالله أن يقول شيئا ....هل لنا أن نعرف بعضاً مما أراد أن يقول ..قبلة احترام على جبينك الشامخ أستاذنا
ــــــــــــــــــ

ايمان الوزير : الأستاذ الأغر عبدالله وقد كان لنا سابق حوار في ادبيات ، نهلنا خلاله من نبع الفكر والحرف أما اليوم فالمحبرة حظيت بهذا اللقاء الجميل الهادف من خلال تجربتك الثرية وأسئلة الأعضاء الغنية بكل جديد وحيث أنني اعنى كثيرا بالشأن العام فسأنطلق بأسئلتي من خلال هذا المحور س1 نلاحظ كثيرا أن بعض الكتّاب المغاربة ينشرون أعمالهم باللغة الفرنسية بدلا من العربية ........كيف تفسر ذلك ؟ وهل يعود ذلك الى أزمة انتماء وطني ثقافي أم هي جزء من العولمة التي تعصف بالعالم العربي ؟ *********س2 تعد الحركة الثقافية المغربية من أكثر الحركات الأدبية العربية قدرة على النقد الأدبي برأيك ما أسباب ذلك ؟ لأستاذي العظيم خالص شكري وتقديري
ــــــــــــــــــــــــــ

البتول المحجوب : استاذنا العزيز عبد الله البقاليتحية تقدير ومحبة واحترام لكمشكرا لك يا ريم على فتح الحوار مع مبدعنا الكبير الغني عن التعريفشكرا لبسط هذا الفضاء الرائع من مد جسور الحوار الشيق مع اديبناالرائع عبد الله البقالياستاذي الكريم هل لك تجربة في كتابة الرواية ؟اضع هذا السؤال لانيعندما اقرا نصوصك اجدك روائيا كبيرا اكثر من قاص او هو مجرد احساس قارئة..؟سؤالي لمبدعنا الكبير عبد الله البقالي التالي:في اي مدة زمنية مررت من مرابعنا الصحراوية؟لان مرورك من هنا حتما شرف لنا يامبدع فلماذا لاتعيد زيارة ارض مررت منها؟ارجو ان لايكون سؤالي به ازعاج لك يا استاذي العظيم..شكرالروحك الطيبة النبيلة.محبتي واحترامي
ـــــــــــــ
قنديل مرحبا.سعيد بأن استأنف جولة الحوار الثانية بسؤالك.هل منشأ الرواية هوالقرية،ام المدينة؟لم اصادف من قبل سؤالا كهذاوالسب بانه حين يتم النتازع عننشوء الرواية هو يتركز ما إن حول نا إن كانت الرواية متأصلة في الأدب العربي أن هو فن مستورد. هل الرواية ابتدأت مع سرفانتس وبطله الاسطوري "دونكيشوط" أم ابتدأت مع سيف بن ذي يزن وألف ليلة وليلة.أستسمحك لأنقل لك بعض صدى هذا الحوار العصي الذي لا يزال مستمرا بحدة.وأقتطع لك مقطعا من أحدى الصحف له علاقة بالمشكلة:..."منذ أسابيع (لا أدري متى بالتحديد) كانت الروائية العربية ميرال الطحاوي في جامعة إشبيلية بإسبانيا بمناسبة ترجمة روايتها (الخباء) إلى الإسبانية، وهناك سمعت ما لم تكن تتوقع سماع مثله. وسأتركها تروي ما حدث بأسلوبها الروائي الجميل في جامعة إشبيلية وسيتضح لك أن الأمور أصعب وأن ما تظنه بعد المعتمد بن عباد ليس إلا سيفليا، ربما كان سؤال طالب الدراسات العربية عابراً كغيره من الأسئلة التي تعدّ الكاتب العربي مجرد مندوب لشركة سياحية أو موظفاً في إحدى هيئات حقوق الإنسان. وهو في كل الأحوال متطفل على منجز حضاري لا يخصه، لكن السؤال الذي استوقفني: (لماذا تكتبون الرواية؟ أليست الرواية هي اختراع الإنسان الأوربي للبحث عن هويته وأداة هذا البحث، وهي فن غريب على ثقافتكم، فلماذا تستعينون بهذا الفن للتعبير عن هويتكم؟) ربما كان السؤال ملتبساً لدرجة أنه لم يرد عليه أحد، فأعاد الطالب السؤال (لماذا لا تنتجون نوعاً أدبياً يعبر عن هويتكم؟) ولم يرد عليه أحد..قنديل.إذاتجاوزناهذا النقاش وانتقلنا الى سؤالك. ووجدت انه لا بد من اختيارفسأقول لمن غير تردد أن المدينة هي التي لها افور الحظوظ لأان تكون اول محتضن لهذاالفن. ولاسبب ان البلاطات توجد في ا لمدن. والحركية والجديد يأتي منها. لهذا السبب أرجح كفةالمدينة.
ــــــــــــــــــ

مررت من هنا سريعاً ....ودارت العديد من الأسئلة في مخيلتي ... ولم أعرف أي منها أنتقي ..فقررت العودة لاحقاً حين يكون عندي متسع من الوقت ..لكن ... مؤقتاً .. لدي سؤال قد يكفيني ويجيب عن كل تساؤلاتي الموجهة إلى البقالي ... و أتمنى ألا يزعجك هذا السؤال ... (( وهذا ما أعتقد أنه المستحيل بعينه .. !! )) ....بقالي ..ما هو السؤال الذي لا تود لسلطوية أن يسألك إياه ... وما هي إجابته التي لا تنوي البوح بها ... ؟!

ــــــــــــــ
الأستاذ عبد الله البقالي : المارد محمد فريشكرا على حضورك ومشاركتك.*على ذكر الشارع..ماذا يمثل لك هذا العنصر، وكيف تستغل دلالاته في قصصك؟ وهل يمكن اعتباره قوة فاعلة غير بشرية؟الشارع قبل أن يكون مكان فهوحالة نفسية تحضر فيهاأشياء وتغيب أخرى.الكثير من اللآباء يعاودهم الإبتسام حين يقفلون أبواب بيوتهم ، ويتخلصون من ذلك الوقار الكاذب الذي تتقمصوه حين في بيوتهم. والكثير من السيدات يحاولن أن يتنفسن بعمق في الشارع و يسمعن اطراء وغزلا لم تسمنعه من زمان زواجهن.باختصار الشارع عالم خفي مواز لعالم العمارات والمباني التي تشكل المدينة. وفيه يتخلص الكثير من الزيف والتمثيل الذي يغلف حياتهم. ولذلك اعتبره أقرب مكان للحقيقة. ولعل هذا كان وراء احتجاج الراحل محمد شكري حين هاجمه احدهم قائلا : رواياتك مليئة بالجنس. فكان ان عقب: لماذا تقبلون بالجنس في الشارع وترفضونه في الروايات؟*وأسألك: متى تحس بالحاجة إلى الكتابة؟ وهل هناك طقوس يجب توفرها في أثناء ذلك؟- أنا اضحك هنا. ذكرني سؤالك بعمل إبداعي كنت قد قٍراته لك من قبل.أقول لك كجواب عن سؤالك،اني احيانا أستطيع أن أكتب في سوق مليئ بالضوضاء ولا تطاوعني الكتابة اخرى في مكان مكيف وفيه كل وسائل الراحة.السبب أن الكتابة لا ترتبط بالعوامل الخارجية،وإنما بما هو داخلي.الكتابة هي انفتاح الحواس الداخلية وتوقد الذهن ومطاوعة اللغة وانسيابية التعبير. إن كتبت الجملة الأولى وشطبتهاُثم كتبت ثانية وشطبتها، ادرك على الفور أن القابلية غير حاضرة.وانه عليك في حال كهذا أن تعجل لفتح كتاب ونسيان امر الكتابة في تلك اللحظة.
الاخ محمد فريمعذرة. كنت قد أغفلت امر السؤال المتبقي.* سؤالي الثالث يتعلق بما يسمى ب" التجريب "..كيف تفهم هذا المصطلح؟ وكيف تحب أن تستسيغه في الأعمال السردية؟آخر سؤال: بدأت ظاهرة القصة القصيرة جدا تتنامى، كيف تنظر إلى هذا الفن؟ وما موقفك منه؟التجريب عنصر ملازم للقاص يجعله قادرا على ارتياد افاق جديدة ، متجاوبة مع شروطالكاتب ورؤيته واسئلته. وهو لا يعني الخروج عن ماهومألوف. التجريب يستوجب أنيكون الكاتب على بينة من اسس نظرية تجارب الآخرين، وان يكون هوايضا له اسئلته الخاصة التي يعمل على صياغتها بشكل فني يتجاوب مع رؤيته للعالم. هذا الوعي يضمن للكاتب تعاملا ناجحامع حصيلة الانتاج القصصي سواء مان تراثياأوحديثا مترجما. هذا الوعي يسمح للكاتب توظيف اشكال سابقة لا يهم ان تكون حديثة اوقديمة بمضامين ورؤيات مختلفة.

العزيز يوسف الحربيشكرا على مشاركتك لنالهذه الجلسة.* من خلال السطور التي منحها فكره ومشاعره ودموعه أراد البقالي عبدالله أن يقول شيئا ....هل لنا أن نعرف بعضاً مما أراد أن يقول ..- ماذا يا يوسف؟ تركت لي أن اسأل نفسي ؟ هههصدقني أنا نفسي لاادري. أنا كنت أتحدث في معرض الجواب عن سؤال. وقد حاولت أن أجيب بتلقائية وصدق عن ما يوجه لي من اسئلة. وأن ماحكيته لم تكن الواقعةالوحيدة . بل انا اتذكر أني كنت مرة قد دخلت مستشفى في احدى المدن الجنوبية"تيزنيت". ووجدت نفسي العربي الوحيد الذي ينام هناك. وطوال تلك المدة،كنت احاول ان لاتتأثر معنوياتي .ولم اخبر قبل ذلك عائلتي. كنت ارى من غير المعقول أن يقطع الزائر اكثر من الف كيلومتر، ليجالسك نصف ساعة ثم يعود ادراجه من حيث أتي.كل الزوار كانوا من اقليم سوس الكبير. وجلهم لا يفقه جملة واحدة من العربيةوكذلك الامر بالنسبة للمرضى الذين كانوامعي في القاعة.في كل صباح كان ياتي ممرض شاب ليمدني بمااحتاج إليه من دواء. وأثناء ذلك كان يسألني: إسنت تشلحيت؟ اي هل تعرف التشلحيت؟كنت اجيب بالنفي. أشبه بموقف عدواني كان ينتاب الممرض ، فيردعلي الفراش وهويقول " ماغاديش نتفاهمو" أي " لن نصل إلى تفاهم"كنت انظر الى الرجل باستغراب واسائل لنفسي : أي خلل يشكو منه هذاالرجل؟ وأي نوع من التحنيط خضعت له حواسه، وإلا كيف يستطيع أن يتناسى ويتجاهل حقيقة مريض منهك، ينخره المرض، غريب لا يسأل عنه ولا يزوره احد وكل ما يستحضره هوأن التواصل يجب ان يمر عبر التحدث بالتشلحيت؟.كنت ارجح ان المسؤولية لاتقع عليه وحده. بل على أولئك الذين ركزوا في تكوينهم له على كيفية قياسه للحرارة ،و لف الضماد وحقن الإبر.في يوم لن انساه ولن يغرب عن بالي أبدا كان وقت الزيارة على وشك أن ينتهي. أحسست أن إحدى الزائرات التي هي في مثل عمر امي كانت تتطلع الى من في القاعة من المرضى وتستعرضهم واحداواحدا. وفجأة، توقفت عندي. لم يتطلب الامر منها اجتهادا كي تعرف اني قادم من بلاد بعيدة. وبمنتهى اليسر عرفت أن لا احد يزورني وان الغربة شأنها شأن وطاة المرض بالنسبة لي .لم تكن المرأة تعرف كلمة واحدة من العربية، لكن ذلك لم يمنعها من ان تتقدم نحوي وتشرع في مخاطبتي. اعتقدت في البدء أنها اخطأت القصد. قلت لها مشيرا: أتتحدثين إلي ؟تجاهلت تساؤلي واسترسلت في كلامها. أقسم اني كنت تلك اللحظة اعرف التشلحيت وكل لغات المعمور. بمنتهى اليسر كان يصلني كلامها الملئ بالحنان والعطف. دمعت عيناي. نظرت خلفي لأرى فقط مِؤشر معنوياتي الذي كان الشئ الوحيدالذي حرصت أن لا يتأثر ينهار ويتهاوى. وفي اقل من رمشة عين، كنت الكائن الأضعف في الوجود،وكأي طفل خلق تلك اللحظة، لم اواجه أية مقاومة من داخلي كي امنع نفسي من البكاء بصوت عال اثارانتباه كل من في القاعة.هرولت إلى حديقةالمستشفى. لم احاول ان امنع نفسي من شئ . لم احاول ان اتكلم بصوت مكتوم مجهرا بآلالف الاسئلة. ما هي الأمومة؟ ماهي اللغة؟ ما هوالحس الإنساني وغيرالإنساني؟شئ واحد كنت أتمنى أن تفعله تلك المرأة.ان تذهب الى ذلك المهوس بالتشلحيت وتخبره ان هناك لغة أرقى من لغات كل سكان المعمور. لغة لا تحتاج لنطق ولا أبجدية ولاكتابة. لغة الحس الإنساني.
العزيزة والصديقة إيمان الوزير.شكرا جزيلا على تواجدك هنا.فعلا كان الحوار في ادبيات ممتعا ومفيدا.واكن لكالدور الكبير في إنجاحه وجعله ممتعا.*نلاحظ كثيرا أن بعض الكتّاب المغاربة ينشرون أعمالهم باللغة الفرنسية بدلا من العربية ........كيف تفسر ذلك ؟ وهل يعود ذلك الى أزمة انتماء وطني ثقافي أم هي جزء من العولمة التي تعصف بالعالم العربي ؟المشكل أعمق من أن يستوضحه حواب.سأعطيك مثالا. عندما كنا صغارا ندرس بالمردسةالإبتداية ، علمتنا رسوم وصور الكتاب المدرسي أن التلميذ الكسول هومن يلبس جلبابا ويضع على رأسه طربوشا،وان التلميذ المجتهد هو ا لتلميذ الذي يلبس لباسا عصريا،ويمشط شعره و...لم يكن تخفى علينا معاني الصورة،وكنا نضحك على صورنا ونحن نفكر على أن نجعل انفسنا على بعد مسافةحين نكبر. بالنسبة للنصوص فقد كانت اسماؤنا في الكتب هي اسماؤنا "بوشتى الخمار علي محمد....." هل الأسماء التي تجسدالأغبياء والمغفلين والمتخلفين، في حين كانت الاسماء الأخرى يجسد أصحابها الذكاء والفطنة والوعي والنبل وغيرها من القيم والأوصاف الجميلة.من حهة اخرى كانت اللغة العربية وعلوم الدين جميعها تنقط على 40 في الامتحانات في حين كانت اللغة الفرنسية والومادالأخرى تنقط على 80وهذا يجعل النجاح ممكن لمن يحصل على 0 في العربية ويحصل على 60 في الفرنسيةوالموادالاخرى، بينما لا يمكنان يحصل العكس. هذا الى جانب اعتمادالإدارة كلغة رسمية طوال عهود وعادتن من جديد لتحل نفس المكانة بشكل غير معلن.من جهة اخرى لم يحدث تطور من داخل اللغةالعربية بشكل تصبح لغة العلم. والاجتهاد في هذا الباب منعدم تقريبا. * تعد الحركة الثقافية المغربية من أكثر الحركات الأدبية العربية قدرة على النقد الأدبي برأيك ما أسباب ذلك ؟ نعم، أتذكر مرة ان المخرج السنيمائي المصري يوسف شاهين قدعبر عن الفكرة نفسها في المجال السينيمائي. واستغرب كيف أن الابداع السينيمائي المغربي لا يرقى الى المستوى الذي وصله النقد المغربي .و هو الأمر نفسه في مجالات اخرى وان كانت الصورة بدات تتغير، وصارت هناك مجموعة من الأسماء الإبداعية الكبيرة ذات صيت في العالم العربي وخارجه. وسبب الظاهرة التي تحدثت عنهاتعود حسب اعتقادي الى الوضع الذي كان قائما والذي امتد لأكثرمن أربعةعقود، حيث كان المغرب الكبير يلعب دورالمتابع والمستهلك لما ينتج في المشرق الذي كان هوالمركز وكان المغرب هوالهامش.
العزيزة والصديقة إيمان الوزير.شكرا جزيلا على تواجدك هنا.فعلا كان الحوار في ادبيات ممتعا ومفيدا.واكن لكالدور الكبير في إنجاحه وجعله ممتعا.*نلاحظ كثيرا أن بعض الكتّاب المغاربة ينشرون أعمالهم باللغة الفرنسية بدلا من العربية ........كيف تفسر ذلك ؟ وهل يعود ذلك الى أزمة انتماء وطني ثقافي أم هي جزء من العولمة التي تعصف بالعالم العربي ؟المشكل أعمق من أن يستوضحه حواب.سأعطيك مثالا. عندما كنا صغارا ندرس بالمردسةالإبتداية ، علمتنا رسوم وصور الكتاب المدرسي أن التلميذ الكسول هومن يلبس جلبابا ويضع على رأسه طربوشا،وان التلميذ المجتهد هو ا لتلميذ الذي يلبس لباسا عصريا،ويمشط شعره و...لم يكن تخفى علينا معاني الصورة،وكنا نضحك على صورنا ونحن نفكر على أن نجعل انفسنا على بعد مسافةحين نكبر. بالنسبة للنصوص فقد كانت اسماؤنا في الكتب هي اسماؤنا "بوشتى الخمار علي محمد....." هل الأسماء التي تجسدالأغبياء والمغفلين والمتخلفين، في حين كانت الاسماء الأخرى يجسد أصحابها الذكاء والفطنة والوعي والنبل وغيرها من القيم والأوصاف الجميلة.من حهة اخرى كانت اللغة العربية وعلوم الدين جميعها تنقط على 40 في الامتحانات في حين كانت اللغة الفرنسية والومادالأخرى تنقط على 80وهذا يجعل النجاح ممكن لمن يحصل على 0 في العربية ويحصل على 60 في الفرنسيةوالموادالاخرى، بينما لا يمكنان يحصل العكس. هذا الى جانب اعتمادالإدارة كلغة رسمية طوال عهود وعادتن من جديد لتحل نفس المكانة بشكل غير معلن.من جهة اخرى لم يحدث تطور من داخل اللغةالعربية بشكل تصبح لغة العلم. والاجتهاد في هذا الباب منعدم تقريبا. * تعد الحركة الثقافية المغربية من أكثر الحركات الأدبية العربية قدرة على النقد الأدبي برأيك ما أسباب ذلك ؟ نعم، أتذكر مرة ان المخرج السنيمائي المصري يوسف شاهين قدعبر عن الفكرة نفسها في المجال السينيمائي. واستغرب كيف أن الابداع السينيمائي المغربي لا يرقى الى المستوى الذي وصله النقد المغربي .و هو الأمر نفسه في مجالات اخرى وان كانت الصورة بدات تتغير، وصارت هناك مجموعة من الأسماء الإبداعية الكبيرة ذات صيت في العالم العربي وخارجه. وسبب الظاهرة التي تحدثت عنهاتعود حسب اعتقادي الى الوضع الذي كان قائما والذي امتد لأكثر من أربعةعقود، حيث كان المغرب الكبير يلعب دورالمتابع والمستهلك لما ينتج في المشرق الذي كان هوالمركز وكان المغرب هوالهامش. والتغيير الذي حصل الان هوان الشرق لم يعد هوالمرجع

البتول المحجوبأوجه لك تحية خاصة على حضورك . وأرحب بك في مساحةهذا الحوار. ويسعدني ان اقول لك اني تلقيت هذا المساء مكالمةمن مدينة كلميم.وقدوعدت بزيارتها.*استاذي الكريم هل لك تجربة في كتابة الرواية ؟اضع هذا السؤال لانيعندما اقرا نصوصك اجدك روائيا كبيرا اكثر من قاص او هو مجرد احساس قارئة..؟اقول لك أن إحساسك في محله تماما. فأنا رجل فرض عليه الإشتغال يالقصة القصيرة فرضا.والسبب أنك ربما تسمعين عن ظروف الثمنينات وماتحتها. والخصها أنه لم يكن ممكنا ان تنفتح أبواب الواجهةمن صحف وإذاعات لرجل قادم من عمق الهامش مثلي. وكان علي أن أشتغل على وسيلةتضمن لي الإستمرار. ساقول لك اني أحفظ جل اعمالي. ولم يكن ذلك افتتانا أواعجابا بها. بل لأني قررت ان اصل الى الناس بكلالوسائل الممكنةوالمتاحة لي. كنت اقرا نصوصي في المقاهي والطرقات وفي كل مكان.وان ذلك مثل لي المنار الذي كنت في حاجة اليها كي اسلكالمسار الصحيح. لإتفعل النس معتلكالنصوص كان يؤكد لي ان اسيرفعلا الى الامام،وان اعراضهمعن ما كنت اكتبه كان يعني لي انه يتوجب علي اناعيد النظر في طريقة الكتابة. وهكذا ، اجد اليوم أن الناسي البسطاء كانواهم النقاد الذين وجهوني، ولذلك انا لا أغالي حين أقول أن اولئك هم أساتذتي الحقيقيين.بالنسبة للعمل الرةائي الأهموالحوحيد الذي ام انشره لحدالان هو"هدير الأزمة"وفيه انشاء الله ستجدين أن قطارها يمر بمدينتك.*في اي مدة زمنية مررت من مرابعنا الصحراوية؟لان مرورك من هنا حتما شرف لنا يامبدع فلماذا لاتعيد زيارة ارض مررت منها؟- أول مرة مررت بطنطان كان سنة 1983و كنت ذاهبا لزيارة أسرة لي بمدينةالعيون. واعود بعد ذلك الى آسا. كنت في منتصف العشرينات من عمري . وكانت تلك المرة الأولى التي آتي فيها الى الجنوب.أول شئ استوقفني على مشارف طنطان كان ذلك التمثال المجسد لجملين يتبادلان القبل . معنوياتي كانت منهارة وكنت خائفا تسكنني أصداءحرب الصحراء. ومن ثم سألت نفسي : ماذاأرادمبدع هذا التمثال أن يقوله من خلاله. وكان استنتاجي أنه ارادالقول " أن الداخل إلى هنا يحتاج إلى صبر يوازي صبر جملين".المهم أني مررت بطنطان قبل ثمانسنوات . واكتشفت ان أخفنير التي كانت في وقت ما عبراة عن محطة استراحةتشكلها الخيام، قد صارت مدينةصنعت انبهاري.أعدك أني حين سأزور تلامذتي في كلميم سأفكر في زيارةطنطان. واتمنى ان يحصل ذلك في القريب العاجل. فقد اشتقت الى " القاف" والشاي الصحراوي الفريد الذي لا أزال الى اليوم احاول تقليد طريقة إعداده.
سلطوية قلم لولم تحضر يا صديقي، لغضبت منك الى الابد.ما هو السؤال الذي لا تود لسلطوية أن يسألك إياه ... وما هي إجابته التي لا تنوي البوح بها ... ؟! أنت اكثرمكرا من ثامر. فهو جعل حاضري يواجه ماضيي. وانت جعلتني بنسختين، يواجه النصف نصفه. مادام أنك ستعود، فسيكون من حقك التعقيب أوالاحتجاج.والسبب أني سأتصرف في هذا السؤال ليصير هكذا:ماهوالسؤال الذي تتوقع أن يسألك إياه سلطوية، وماالإجابة التي لن تعجبه ستدلي بها ؟سيكون السؤال : لماذا تعشق البعد والغموض ؟وسيكون الجواب: من يعشق البعد والغموض، يمت باحثا عن القرب والمألوف

No comments: