Thursday, December 28, 2006

ماضينا وماضيهم


سئلت ذات يوم: ماذا يفعل اليهودي حين يفلس؟وعوضا ان أفكر في الجواب، وجدت نفسي أسألها سؤالا آخر. لما يجب أن أعرف انطلاقا من سلوك اليهودي؟و لماذا اليهودي بالذات؟ و الى متى سنظل أصداء لمبادرات الآخرين؟غير أن الجواب جاء من السائل نفسه: يراجع دفاتر ديون الماضي.تلاشى احتجاجي. ما عاد يهمني ان يكون اليهودي هو المصدر بقدر صار المهم هو الفكرة. ان يتحول الماضي في لحظة ما الى مركب اغاثة يسرع لينتشل الحاضر من انزلاقه و ليعدل من خط سيره.التوسع في الفكرة قادني الى اسئلة أخرى. هل اليهودي اقتصر في ما فعل على انقاذ تاريخه الشخصي فقط ؟ ألم يلجأ للفكرة ذاتها لحل مشكله الجماعي كأمة ؟لم أشأ أن أستطرد أكثر. وكما يحدث فنجاحات الآخر تجبرك دوما على النظر في أوراقك. سألت نفسي. كيف ننظر نحن الى الماضي سواء كأفراد أو جماعات ؟ الواقع انك ان جالست رجلا له اهتماما ت بعيدة و لو بقليل من مشاكله الشخصية، فانك حتما ستلاحظ وهو يتحدث عن الماضي خطا في رسم بياني يبدأ في الأعلى، ثم لا يلبث بنزل ويرسم حافة شديدة الانحار ليصل الى الحضيض بوصوله الى الحاضر. فيتحدث في البدء عن صفحات مشرقة ويستعرض اسماء معينة، و يعمد الى مقارنة أحوال الأمة بأمم رائدة حاليا. ليبدأ بعد ذلك الأسف و التحسر. و ليجزم في النهاية ان حالة تخلفنا مزمنة لا شفاء لنا منها. وان دورنا في صنع الحضارة انتهى. و سينحصر في ممارسة التحسر و التذكر.فهل انتهى دورنا حقا كصناع للتاريخ ؟ وفي علاقتنا بماضينا اين يكمن الخلل ؟ فيه ؟أم في نظرتنا اليه ؟لماذا نجح الآخرون حيث فشلنا نحن ؟
عبد الله البقالي

No comments: