Thursday, December 28, 2006

على شرفة المحبرة .. حوار مع أعضاء منتدى المحبرة

" 7 "
فدوى البقالي :

نصوصك فيها حضور كثيف للأم،أين هوالأب؟لم هذاالغياب أو التغييب؟
ـــــــــــــــــــــــ

الأستاذ عبد الله البقالي : الدكتور غاري.*أعلم أن لديك الكثير، وأنك تمتلك أسلوب أدبى طالما حاولت التغلغل إلــى داخل أعمق أعمق مكنوناته .. لكن ما أردت أن أسأل البقالى دوما عنه هو الحداثة وعلاقتها بأسلوب البقالى ، بمعنى هل تستمد منها أم أنها فقط تصطبغ هذا الأسلوب بلونه القرمزى الذى عهدته؟، أو بمعنى أدق ماهى الحداثة كما يراها عبدالله البقالى.- أنا لي الشرف أن يكون الدكتور غاري قد أولى لأسلوبي كل هذا الإهتمام. خصوصا وانا اعرف انه من الصعب أن يجذب الكاتب اهتمام شخص كالدكتور غاري الذي عرفته من أكثر الملمين بالشؤون الادبية والفنون السردية، وبشكل خاص القصةالقصيرة.يقولون أن " الأسلوب هوالرجل" وهوانصهار للكثير من الأشياء التي تعبر عن الآراء والحمولة وطرق التفكير واشكال التبليغ. ولهذا السبب أعتقد أن الأنسان لا يختار أسلوبه. مثلما أنه ليس هومن اختار بصمات أصابعه.بالنسبة للحداثة فقد تحدثنا عنها في بداية هذا الحوار. وانا لم أربطها بزمن محدد. فكل العصور التي عيشت أو تلك التي لم تعش بعد هلا حداثتها. فالإسلام في علاقته بالجاهلية كان حداثة. والنهضةالأوربية في علاقتها بالعصور الوسطى كانت حداثة. وفي علاقة عصرنا الحالي بالقرون الماضية حداثة إلا أننا استعرنا أشكالها ولم ننتج حداثتنا لحدالآن.هكذا فالحداثة ليست مرتبطة بتاريخ محدد مثلما نؤرخ الأحداث التاريخية للوقائع. بحيث يصبح ما كان قبل تاريخ معين تراثا ومابعده حداثة. بل إن مانعيشه الأن سيصبح بعد قرون تراثا، وستنتج الأجيال التي ستعيش العقود والقرون والألفيات القادمة حداثتها. واعيد القول أننا لا يجب ان نطالب تلك الأجيال أن تنظر بقداسة لمانعيشه نحن الأن.وهوالمنظار نفسه الذي يجب ان ننظر به لحياة اسلافنا.هكذا أفهم الحداثة.
فدوى*نصوصك فيها حضور كثيف للأم،أين هوالأب؟لم هذاالغياب أو التغييب؟-سأقول لك أنه يوم مات ابي الذي هو جدك، لم أذرف ولو دمعة واحدة. بل تداولت خبر وفاته مثلما تداوله بافي الناس. والسبب أنه كان منشغلا بأمور اسرةاخرى كانت الرئيسية بالنسبة له. وكنا نحن الكمبارس الذي يؤثث مشاهد حياته.لاانكر أنه كان مشهورا في المنطقة بأسرها. فهو الرجل الذي التقى عبدالكريم الخطابي في القاهرة، وعاد من رلحة الحج محملا بمنشورات المقاومة. وأنه ادى ثمنا باهضا جدا حين اعاقل في أحدالأسواق الأسبوعيةوأن تم تطويفه في المنطقة بأسرها مكبلا مربوطا الى خيول الجنود. وانه كان شجاعا جدا لحد كان يصرخ في الناس الذين كان يمر بهم الموكب حاثا إياهم على ان يفعلوا شيئا لوطنهم.ورغم كل هذا فلم يكن بإمكان ذلك أن يقتلع أحساس الاهمال الذي ترسب في اعماقي. والذي أفسح المجال لكي تصير أمي كل شئ .ألم يقل غسان كنفاني "أن الانسان هوما يحقن فيه يوما وراء يوم ،ةساعة وراء ساعة ..؟"أنا حيانا إنسان شديد الارتباط بالذاكرة. وحين أبحث فيها، أجد فقط غيابه الذي لم بشأ ان يمتلئ.
ـــــــــــــــــــــــــ
ريم البان :
أعود لأقف على بعض عبارات وردت خلال الردود أثارت فيّ اسئلة أضعها عليك قلت في ردك على إحدى الزميلات"إن المرأة تتعرض اليوم لأبشع عملية تبضيع تمت في التاريخ "وأن القضية ليست مجرد الصراع الدائر بين المرأة والرجل نحتاج للمرأة الأنسان/ الكائن المنتسب للقضايا والنضال وليس على أساس الجنس كيف سيتحقق للمرأة ذلك وهي تعيش بلا حقوق في بعض البلدان العربية بل أكثرها محرومة من حق الانتخابات وحق الترشيح / ممنوعة من قيادة السيارات / ممنوعة من العمل المختلط والدراسة المختلطة ممنوعة من السفر الا بإذن الزوجالكثير من البلدان يعود تخلف المرأة فيها الى استنادالأنظمة الحاكمة على غطاء ديني يبررون فيه وضع المرأة الدوني اشرح لي كيف باستطاعتها ان تكون فاعلة وهي تئن تحت وطأ هذه الضغوط؟فاطمة المرنيسي كاتبة مغربية تحظى الآن بأهمية كبرى في الدول الغربية بل وعلى الساحة العربية تقول في كتابها "الحريم السياسي "إن مستقبل كل شخص هو الموت لكن دورنا هو العمل على تغيير العلامات بأن نضع الموت للوراء وإن سر نجاح الغرب هو إنه نجح في جعل انبهاره بالموت هي بانبهاره بالمستقبل بينما نفضل نحن العرب والشرقيين عامة أن نموت قبل أن نعيش نحن نجعل من الموت طبقا رئيسيا وهم يجعلوه كقطعة حلوى لما بعد الوجبة الرئيسية أنا أرى ما قالته يتطابق مع ما قلته أنت في أحد الردود "حياة الانسان لا تكتمل الإ بالموتهل كنت محقة باستنتاجي هذا ؟برأيك كيف نستطيع كعرب نعاني من مشاكل عديدة الموازنة بين الماضي والحاضر دون أن ننزلق في الماضي وتصيبنا حالات إغماء الذات فيه أم أننا أمة أدمنت الوقوف على الاطلال والتباكي على ماضِ لن يعود؟أستاذ عبداللهيتوقف الوقت بثوانيه أمام لقاء كهذا عبثنا فيه بدواخلك فبدا لنا البقالي شامخا أكثر قريبا أكثر واضحا أكثر شكرا لك
ـــــــــــــــــ
روجار : السلام عليك أستاذي الفاضل..و مشرفناالبقالي..المحترم.واتمنى أن تسامحني لتأخيري لظروف خارجه عن أرادتي..سؤالي اليتيم..الكاتب خلص أخيرا إلى أن الأشياء "الجميلة " التي تحدث عنها طويلا في كتبه ، هي ليست كذلك لدى العامة التي أوهمته بتذوقها لها و اعتبارها حجة الأدب لعدة سنين خوالي.هل ما كتب صحيح؟ و ما سر الزمن الذي يعيشه الكاتب و هل صحيح أنهم يعيشون خارج الأزمنة الثلاث؟و لك مني ألف تحية..
ـــــــــــــــــــــ
الأستاذ عبد الله البقالي :
ريم البان.اشكرك كثيرا لإشرافك على هذاالحوار العنيد. إذ في كل مرة أعتقد فيها انه شارف على النهاية، أجد وكانه انطلق للتو.*"إن المرأة تتعرض اليوم لأبشع عملية تبضيع تمت في التاريخ "وأن القضية ليست مجرد الصراع الدائر بين المرأة والرجل نحتاج للمرأة الأنسان/ الكائن المنتسب للقضايا والنضال وليس على أساس الجنس .-قلت من قبل أنه حين يحدث تغيير في المجتمع، تتغير القوانين. لكن ماذا يحدث حين تتغير القوانين دون ان تتغير العقلية؟أظن أنذاك أن ساستنا يعملون فقط على بناء واجهة يلمعون فيها وجوه أنظمتهم البشعة.خذ مثلا البرلمان المغربي.التشريعات الاخيرة التي نظمت الانتخابات السابقة نصت على وجودنسبة معينة من النساء داخل البرلمان. لن اتحدث منهن النسوة التي استفادت من هذا. بل اتحدث عن ماهومهم. وهو:المرأة في الغرب عندما تصل البرلمان او اي منصب حكومي اوغير حكوميفكفاءتها هي التي تجعلها تتبوأ ذلك المنصب وليس على اساس أن ذلك المنصب يجب ان تشغله امرأة. والصورة هي نفسها لدى الجمعيات وما يسمى هيئات المجمتع المدني. إذ المعروف أنجل هذه الجمعيات تعتمد في تمويل مشارعها على الدعم الذي تتلقاه من جمعيات غربية.وتلك الجمعيات تشترط على الجمعيات الوطنية أن تشكل مكاتبها وهيئاتها التنفية من نسبةمعينةمن النساء. وهي تلتزم بذلك كي لا تحرم من ذلك الدعم المهم. وهكذا تكون الصورة النهائية ان التلفزات والمجلات تنقل صورالنساء وهن يتواجدن في مراكزالقرار.لكن هل الحقيقةهي كذلك؟أنا افضل ان ارى الصورة على حقيقتها على ان نقدم صورة هي في عمقها مسكنات واوهام توهم بوجود تطور ليته كان كذلك.الى جانب هذا لا اريدالتحدث عن استغلال صورةالمرأة في الاعلام والدعاية والفن الهابط وغيره.*برأيك كيف نستطيع كعرب نعاني من مشاكل عديدة الموازنة بين الماضي والحاضر دون أن ننزلق في الماضي وتصيبنا حالات إغماء الذات فيه أم أننا أمة أدمنت الوقوف على الاطلال والتباكي على ماضِ لن يعود؟- سأتحدث مرة أخرى عن "أندري مالرو" الجنرال والوزير والمثقف الفرنسي الذي قال في منتصف القرن الماضي " لو تساءل العرب ذات يوم وقالوا من نحن، لجاء الجواب من الغرب قائلا: أنتم لا شئ"لن اعلق على مضمون الخطاب بقدر ما سأعلق على الزمن. والمثير في هذا العنصر هوان من يسمع هذا اليوم،سيعتقد ان هذا الرجل قال ما قاله اليوم وليس قبل اكثرمن ستين سنة.وما سيجعل هذاالاعتقاد قويا هووقع العرب اليوم. أنه نفس الواقع الذي ساد في ذلك الزمن.والخلاصةهنا هي ان الزمن العربي لا يتحرك. هو جامد وجاثم بثقله على صدور وطموحات اهله.رأيي أنه لن يكون لنا شأن مادمنا نقبل ان يحل مزاج الحاكم محل الدستور. و لن تكون هناك تنمية ما لم يسال الحاكم عن علاقته بخزينة الدولة. ولن تكون هناك نهضة مادام يعتقد أن الصراع في المجتمع هوصراع بين الرجل والمراة وليس صراع بين المستفيدوالمستفاد منه.شكرا ريم البان مرة اخرى على التنظيم والمتابعة.
rogar*الكاتب خلص أخيرا إلى أن الأشياء "الجميلة " التي تحدث عنها طويلا في كتبه ، هي ليست كذلك لدى العامة التي أوهمته بتذوقها لها و اعتبارها حجة الأدب لعدة سنين خوالي.هل ما كتب صحيح؟ و ما سر الزمن الذي يعيشه الكاتب و هل صحيح أنهم يعيشون خارج الأزمنة الثلاث؟-سؤالك هذا جعلني أتذكر المرارة التي أحس بهاالروائي السوري حيدر حيدر بعدما رأى الناس البسطاء يتظاهرون ضد إعادة طبع روايته "وليمة لأعشاب البحر" ومن ثم قال في معرض تعليقه على مشاهدالتظاهرات الغاضبة ما مفداه انه كمثقف كان يعتقد لسنين طويلة أنه يخدم الشعب من خلال ابداعه، ويدافع عن ما يخدم مصالحه ويحقق مطالبه.ولذلك كان ينظر دائماالى الجهة التي تستفيد من بؤس الشعب ونكباته. لكنه حين التفت الى الوراء،وجد ان الشعب قد سرقوه،وانه يقف على أرض مشقوقة.المثقف في العقود السابقة كان مثقفا عضويا.وكماتعرف أن المثقف العضوي هوذلك المثقف المبدئي المتلحم مع شريحته الإجتماعية والملتزم بالدفاع عن قضاياها دون ان يبحث عن مقابل. ولأنه مثقف واع بما يحدث ولا يستطيع الاعلام أن يغالطه كما يحدث لعامة الناس، يظهر من هذه الوجهة وكانه يعيش عالمامستقلا ،اوكما قلت أنه ينتمي لزمن لا تنتمي اليه بقيةالناس.شكرا لك على تتبعك ومساهمتك.
ــــــــــــ

ريم البان : أشكركك أستاذي الفاضل على الاجابة لكن بقي سؤال فاطمة المرنيسي ومطابقة رأيها لقولك في مفهوم الموت فاطمة المرنيسي كاتبة مغربية تحظى الآن بأهمية كبرى في الدول الغربية بل وعلى الساحة العربية تقول في كتابها "الحريم السياسي "إن مستقبل كل شخص هو الموت لكن دورنا هو العمل على تغيير العلامات بأن نضع الموت للوراء وإن سر نجاح الغرب هو إنه نجح في جعل انبهاره بالموت هي بانبهاره بالمستقبل بينما نفضل نحن العرب والشرقيين عامة أن نموت قبل أن نعيش نحن نجعل من الموت طبقا رئيسيا وهم يجعلوه كقطعة حلوى لما بعد الوجبة الرئيسية أنا أرى ما قالته يتطابق مع ما قلته أنت في أحد الردود "حياة الانسان لا تكتمل الإ بالموتهل كنت محقة باستنتاجي هذا ؟
الفاضلة ريم البان.*كاتبة مغربية تحظى الآن بأهمية كبرى في الدول الغربية بل وعلى الساحة العربية تقول في كتابها "الحريم السياسي "إن مستقبل كل شخص هو الموت لكن دورنا هو العمل على تغيير العلامات بأن نضع الموت للوراء وإن سر نجاح الغرب هو إنه نجح في جعل انبهاره بالموت هي بانبهاره بالمستقبل بينما نفضل نحن العرب والشرقيين عامة أن نموت قبل أن نعيش نحن نجعل من الموت طبقا رئيسيا وهم يجعلوه كقطعة حلوى لما بعد الوجبة الرئيسية أنا أرى ما قالته يتطابق مع ما قلته أنت في أحد الردود "حياة الانسان لا تكتمل الإ بالموتهل كنت محقة باستنتاجي هذا؟- يقول البنيويون أن التغيير يجب أن تفرزه عوامل من داخل البنية، أما حين يأتي من خارجها فهويفسدها.ولذلك أنا اتحفظ كثيرا من المثقفين العرب الذين يشهرهم الغرب. ومرد هذا التحفظ أن الغرب لا يفعل ذلك من اجل لاشئ.أتذكر هنا قولة مأثورة لعميد الأغنية العربيةالملتزمة الراحل "الشيخ محمد عيسى إمام" أن نكتتة بسيطة تعارض النظام في احد شوارع القاهرة خير من ألف خطبة سياسية في المنفى.واعتقد ان هذا المنطق سليم. فأي شئ سيفرزه كتاب فاطمةالمرنيسي في الغرب؟ أكيد هي كتبته من اجل احداث تغيير في بنيةتفكير المواطن العربي ولم تكتبه للدوائر الغربية، أم هي تحلم بالعودة مع الدبابات الأمريكيةمكررة تجربة العراق؟اما عن البقية، فاعتقد اننا تحدثنا عن هذا في رد سابق.
ـــــــــــــــــــ

زناد نجم : أخي عبداللهقرأت هذا التجاذب بينك وبين الأخت ريم، وأجدك لم تجب عن السؤال.هل أنا مخطئ يا ريم؟
ــــــــــــــــ

ريم البان : حقيقة أنا لا أعلم إن كانت الكاتبة تعيش خارج المغرب لان مقدمة كتابها يوحي بأنها في المغرب لكن نوعية ما تكتبه تلاءم فلسفة تلقى لها صدى في الغرب وايضا لدينا لو قرأت لها لرأيت أنها تحاول رسم صورة أكثر صدقا لمعاناتنا ما شدّ انتباهي هو تطابق الرأيين معا رأيك ورأيها وهي قد اوحت بشئ من مفهومك للموت اوردته في سؤالي وقد أتناوله غدا بسرد أطول فأنه يختلط مع مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل كمحاور رئيسية لعلاقة الانسان بالزمن
ــــــــــــــــــ
الأستاذ عبد الله البقالي : طيب ياعزيزي زناد.حين نتحدث عن الموت،فنحن في الحقيقة نتحدث عن الحياة. وانا فهمت من الأخت ريم ان النظرة للموت بيننا وبين الاوربيين والغربيين بصفة عامة تتضمن تعريف كل واحدمنا للحياة.الغربيون يرون ان الحياة جديرة بأن تعاش. وان على الكائن أن يعيشها بشكل لائق.ولذلك يعملون على أن تكون متوفرة على كل الشروط الضامنة للعيش الكريم وتحصين حق كل فرد.على العكس فنحن نرى ان الحياة هي ممر قصير ينتهي بنا الى الموت حيث الحياةالأبدية. ولاننا ننظر للدنيا هكذا، فنحن نستخف بها ولانعمل على جعلها يسيرة. وحتى في حال معاناتنا للقهر والظلم، نؤجل مطالببتحقيق العادلة والقصاص من الظالمين الى يوم القيامة. وهذا ما يجعل المستبدين والمستغلين مطمئنين بسبب هذا الانتظار والاتكالية لدى عامةالناس
.

No comments: