Thursday, December 28, 2006

إطلالة نقدية .. زغرودة الأستاذ سعيد أبي نعسة

عرفت الزغرودة صوتا ينطلق عبر موجات متدرجة. تصاعد. انحدار. وقد تمتد طويلا على ايقاع بلغ نسبة عالية من التوحد و التجاوب بين حركات التنفس ونبض الفؤاد.لكل منطقة داخل الوطن الواحد زغردة ذات بصمة محلية أو جهوية. قد تكون على دفعات هوائية متقطعة تنطلق من اوتار عالية ولا اقول غليظة، وقد تكون حادة مسترسلة تظنها لن تنقطع أبدا. غير انها سرعان ما تصل منعطفا، تعقبه تنقلات متوسطة، فقصيرة تليها قفلة فنية تفهم من خلال إيقاعها أن التوقف تم حيث توجب. وان الأمر لا علاقة له بالإجهاد ونفاذ الأنفاس.ما عدا الصوت، لا نرصد من المظاهر الخارجية للزغرودة سوى رقصات رشيقة للسان داخل الفم. وقد تضع المزغردة أصبعها في أذنها، و لا أدري ما إن كان الدافع لذلك تجنب الصمم بسبب قوة الصوت، أم أن تلك الحركة لها فعلها و تأثيرها في حفظ الإيقاع. إلا أنه إلى جانب هذا لا يجب إغفال تعابير الوجه و النظرات، أضافة إلى احمرار الوجنتين و التعبير الآسر الذي تحدثه كل هذه العناصر في تجاوب تام ومطلق فيما بينها.الزغرودة هي لغة يتلى بها بيانات عامة، موجهة للأحبة و المحايدين.وتستثني العدى وحدهم الذين يقرأون تلك اللغة بشفرة مختلفة. وتصبح الزغرودة بالنسبة لهم استفزازا ونوع من الإغاضةو التشفي.الزغودة إعلان عن حدث هو في الغالب مرتبط بمناسبة سارة. كما هو الحال عندنا. وسواء كان الامر كذلك أم لا . فهو في النهاية تعبير عن حالة شعورية غير مرتبطة بفرد لوحده.وداخل هذا الإعلان نقرأ دعوة للمشاركة في صنع الحدث.أذكر هنا أن الحالات التي نسمع فيها زغردات في غير مناسبات الفرح، هب في بعض الجنائزالتي يكون المتوفى أعزبا أو عازبة. لكن بعض الناس لا يتفهمون ذلك بدعوى ان الزغرودة هي لغة للفرح. وأجد أن زغردات الجنائز رهيبة جدا. ولها وقع وتأثير قاس على النفس. لكن أي أنواع الزغردات يتحدث عنها نص الأستاذ سعيد أبي نعسة؟
عبد الله البقالي

No comments: