Saturday, October 11, 2008

موت الحكاية

وضع ما يكفي من الاوراق امامه. انبطح على الأرض، وصار يفكر في موضوع مناسب، مستعرضا ترسانة الحكايات التي فكر فيها من قبل. لكنه وجد انها لا تتجاوب مع نفسه القصير الذي يسيطر عليه منذ مدة. فالمتشردة "شامة" التي تستعيض بكشف مؤخرتها عن الكلام، لا يمكن اختصار حكايتها في بضعة كلمات. و المحارب "بوزيد" لا يصدق بل يؤكد ان الحرب العالمية متواصلة. ولذلك فهو لم يزل يحث الناس عن أخذ حيطتهم كي لا يباغتوا من قبل الحلفاء أو أعداءهم. ومن ثم فغرائبيته لا يمكن ان يحويها سوى مجلد ضخم. و المتنبي الأخير هو الآخر يسخر من قدرته على وضعه داخل أوراق و سطور معدودة. كما ان المستول الممتهن للحكي و الذي يزعم انه حضر عقيقية جده، يجده اكبر من طاقة خياله او واقعيته في السرد.
عشرات القصص مترسبة في ذهنه من زمان. لكن قابليته للحكي تبدو متمنعة و رافضة للاستجابة له مصرة على الاحتفاظ بأسرارها.
لماذا لا يزعم أن المشكلة هي أكبر من ان تكون فردية. و ان الناس في علاقتهم بالحكي سواء، اكانوا هم الرواة أو المستمعين. و ان الزمن هو زمن المحسوس للمحسوس. و ان لا قيمة لشئ لا يمكن ان يكون لقمة او قبلة او ارتعاشة جسد بفعل النشوة؟ لماذا لا يزعم انه يعيش زمن موت الحكاية؟

No comments: